تداول ناشطون على وسائل التواصل الإجتماعي صورة قيل أنها تعود لمضاد طيران سلمته تركيا للمجموعات الإرهابية في إدلب .
حقيقة الأمر ، لا يخفُ على أحد الدعم العسكري اللوجستي الذي قدمته تركيا إلى المجموعات الإرهابية وأبرزها النصرة خلال سنوات الحرب في سوريا .
ولكن بالعودة إلى الصورة المتداولة والتي قيل أنها سلاح جديد ، بنظره واحدة نستطيع ملاحظة وجود ” الصدأ ” أو ” الإهتراء ” على السلاح في المؤخرة ، ما يعني أنه ليس دفعه جديدة ” حديثة ” جرى تسليمها من قبل الأتراك للمسلحين
وببحث قام به موقع مراسون عبر الانترنيت ، تبين أن هذه النوعية من الصواريخ تدعى FN 6 الصينية ، وسبق وامتلكتها الجماعات الإرهابية منذ 2013 – 2014 ، واستطاعت فعلا اسقاط مروحيات وطائرات للجيش السوري قبل أن يصبح من الماضي بعد اعتماد المروحيات السورية التحليق بارتفاع يتجاوز مدى الصاروخ .
تركيا والمستنقع الروسي .
بعد اسقاط الاتراك للمقاتلة الروسية سوخوي 24 في أواخر عام 2015 ، دخلت تركيا في المستنقع الروسي فعليا ً ، و بدأ الروس حربا ً اقتصادية وإعلامية ولوجستيه ضد الأتراك قبل أن يسافر أردوغان شخصيا ً إلى موسكو ويعتذر من الرئيس الروسي بتوتين عن اسقاط الطائرة .
إذن ، من غير الوارد أن تتورط تركيا مرّة أخرى وتقوم بحماقة ثانية عبر إرسال مضادات جوية حديثة إلى الإرهابيين تتجاوز حداثتها منظومة FN 6 الصينية .
بالعودة إلى المنظومة FN 6 الصينية ، يقدر المدى الفعلي للصاروخ بين 500 متر و 6 كيلو متر ، وفعليا ً جميع المروحيات السورية تحلّق منذ عام 2015 بارتفاع يتجاوز مدى الصواريخ ، بالتالي لن يؤثر وجود هذه المنظومات من عدمه على سلاح الجو المروحي في الجيش السوري .
في الآونة الأخيرة ، وردت معلومات نقلتها وكالة رويترز عن قادة في الجماعات الإرهابية تأكيدهم حصولهم من تركيا على دفعات جديدة من الصواريخ المضادة للدروع لصد تقدم الجيش السوري في ريفي حماة وإدلب .
بالبحث في تفاصيل الخبر ، نجده يتناول شقين ، الأول عسكري و الثاني إعلامي ، فمن الناحية العسكرية عمدت تركيا خلال السنوات الماضية على تسليم المجموعات الإرهابية عبر الحدود المفتوحة دفعات كبيرة من الصواريخ المضادة للدروع كان أبرزها صواريخ تاو الامريكية والتي مولت السعودية ثمن شرائها خصيصا ً قبيل الهجوم على إدلب وتحويلها إلى إمارة للنصرة .
إذن تركيا لا تحتاج إلى تصاريح إعلامية لتأكيد تسليمها منظومات مضادة للدروع لللإرهابيين من عدمه ، ولكن يلاحظ في الآونة الأخيرة وجود فتور في شعبية الاتراك لدى الحاضنة الداعمة للإرهابيين في إدلب وريفها أو حتى بين الفصائل الإرهابية نفسها وبين تركيا، لا سيما التوتر الذي جرى مؤخرا ً في معبر باب السلامة واحتجاز مدرعة تركية من قبل أحد الفصائل المسلحة ، وذلك بسبب تقدم الجيش السوري مؤخرا ً في المنطقة المنزوعة السلاح .
وتقول التقارير المسربة من اجتماع استانا الأخير بين روسيا وتركيا و إيران، أن الأتراك تعاطوا بإيجابية مع الحملة العسكرية للجيش السوري ضد الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا في أرياف إدلب و حماة ، الأمر الذي زعزع ثقة المسلحين والبيئة الحاضنة لهم بالأتراك ، ما دفع قادة الإرهابيين للخروج بتصريحات إعلامية حول تلقيهم دعم عسكري تركي تمثل بصواريخ مضادة للدروع لضبط ” النفوس ” .
ولكن من المؤكد أن تركيا زودت الجماعات الإرهابية بذخيرة و راجمات صواريخ ، حتى أن الإعلام الروسي قال أن جبهة النصرة استهدفت قاعدة حميميم بأسلحة تركية .
ومؤخرا ً ، أكد مندوب سوريا الدائم في مجلس الأمن الدكتور بشار الجعفري ، أن المخابرات التركية اجتمعت في إدلب مع الجولاني وقادة مسلحين حضروا استانا مسبقا ، وذلك بهدف بحث التطورات العسكرية هناك .
ويواصل الجيش السوري عملياته العسكرية ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة المنزوعة السلاح ، بعد فشل الضامن التركي في تنفيذ تعهداته باخراج المسلحين من تلك المنطقة ، الأمر الذي دفع الحكومة السورية للتدخل عسكريا ً بدعم روسي مطلق لتحرير المنطقة وتأمين القرى المأهولة من صواريخ الجماعات الإرهابية .
وتصر الحكومة السورية على تحرير مدينة إدلب من الجماعات الإرهابية المسلحة ، وتؤكد حتمية عودتها إلى حضن الوطن عبر الحل السياسي أو العسكري .
المصدر : موقع مراسلون / يوشع يوسف .