بعد إنحسار الدعم التركي.. ماهو مصير مسلحي إدلب ؟
قالت مصادر مطلعة، أن “المقاتلون الأجانب والذين يشكلون أعدادا كبيرة ضمن الجماعات المسلحة في إدلب باتوا الملف الأبرز على طاولة أجهزة الاستخبارات العالمي”، بالتزامن مع إعلان تركيا تصنيف “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية.
ونقلت وكالة (سبوتنيك) الروسية، عن الخبير العسكري السوري العميد محمد عيسى ،قوله إن “الخيارات أمام الجماعات الإرهابية في إدلب باتت محدودة”، مضيفاً أن “واشنطن تريد أن تبقي عليهم كورقة سياسية تتحكم من خلالها في تركيبة الحكم والنظام في سوريا، إلا أن هذا الأمر لن يكون، خاصة وأن سوريا عازمة على حسم المعركة بشكل نهائي، دون الخضوع لأية اشتراطات من شأنها استيعاب الإرهابيين”.
وتابع أن “أعداد الأجانب في صفوف الجماعات في إدلب قد تصل إلى 50 ألف، وهو رقم لا يمكن استيعابه في أي دولة، وأن تركيا أو فرنسا أو أمريكا لن يقبل أي منهم استيعابهم على أراضيها، خاصة بعد أن حسمت سوريا أمرها تجاه هذا الشأن، إلا أنها ستضطر للتعامل مع المقاتلين السوريين بأي طريقة يمكن التوصل إليها حال رضوخهم لتسليم أسلحتهم والانصياع للعمل تحت مظلة الدولة السورية”.
وكشف عن أن “بعض القيادات من إدلب ربما يتم نقلها مع تقدم القوات السورية، خاصة أن أمريكا تسعى لاستثمار العناصر الإرهابية في دولة أخرى بدلا من مقتلهم في الأراضي السورية، وأنها تعتمد على تلك الاستراتيجية حيث يمكنها نقلهم عبر الأراضي التركية إلى ليبيا، التي لا تزال رهن الرؤية الأمريكية والأوربية”.
وشدد على أن “العناصر التي ستظل في صفوف المواجهة سيكون مصيرها القتل أو السجون، ولا يمكن أن يكون لهم أي مستقبل أو حقوق سياسية في سوريا”.
من ناحيته، قال صفوان القربي عضو مجلس الشعب السوري عن محافظة إدلب، “إن تركيا هي حجر الأساس في ملف المقاتلين الموجودين بإدلب، وذلك كونها الفاعل الرئيسي في دخولهم إلى سوريا وتملك معظم المعلومات عنهم”.
وكشف أن “الفترة الماضية شهدت عمليات تدوير سحب بعض النخب من المقاتلين الأجانب وترحيلهم عبر تركيا، كما أن بعض الأعداد التي خرجت من إدلب لعقد اجتماعات في تركيا ولم تعد حتى الآن، وأن عمليات السحب للعائلات تمت في هدوء تام، في ظل وجود شبه إجماع من أجهزة المخابرات العالمية على التخلص من المقاتلين الأجانب الموجودين بسوريا وعدم ترحيلهم إلى بلدانهم، وأن بعض الجهود الأخرى تبذل من أجل دمج المقاتلين السوريين من خلال عمليات مصالحة، وخضوعهم إلى عمليات مراجعة وعودة عن القتال ضد الدولة”.
وشدد على أن “المعركة الشرسة ستكون في جسر الشغور، نظرا لكون المقاتلين الموجودين هناك هم الأشرس من بين المقاتلين الأجانب”.
وكانت الرئاسة التركية، أعلنت أمس الجمعة، عن تصنيف “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) ، كـ”منظمة إرهابية”، وذلك بالتزامن مع استعداد الجيش السوري لهجوم عسكري في ادلب ومحيطها حيث تتمتع “الهيئة” بوجود كبير.
وتدعم تركيا بعض جماعات المعارضة حيث قامت بحملتان عسكريتان ، “درع الفرات” في جرابلس و “غصن الزيتون” في عفرين بمساعدة هذه الفصائل، وأقامت نقاط مراقبة عسكرية في ريف حلب الغربي وريف ادلب .