الأردنيون يأملون بسيطرة الجيش السوري جنوبا لفتح معبر نصيب من جديد
رصدت وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب) حالة الشارع الأردني عقب توالي الأحدث العسكرية و السياسية التي يشهدها الجنوب السوري المتاخم للحدود مع الأردن، كاشفةً عن أن الأردنيون يأملون في المستقبل القريب فتح الحدود السورية ” معبر نصيب ” لإنعاش الاقتصاد في بلادهم.
وأضافت الوكالة في تقرير لها أن “السوق السوري” في مدينة الرمثا الأردنية وعلى بعد كيلومترات قليلة من الحدود السورية، يعلق الجميع آمالاً كبيرة على عودة الحكومة السورية إلى جنوب سوريا وإعادة فتح المعابر مع الأردن المغلقة منذ سنوات، لعودة الازدهار إلى البلاد.
ويطلق على السوق الواقع في وسط مدينة الرمثا بين أحياء سكنية اسم “السوق السوري”، كونه كان يعتمد قبل الحرب على البضائع القادمة من الجانب الآخر من الحدود.
وشكل إغلاق معبر جابر ( معبر نصيب على الجانب السوري)، وهو آخر معبر رسمي كان مفتوحا بين البلدين، في نيسان2015 بسبب المعارك، ضربة موجعة لاقتصاد المملكة التي سجل التبادل التجاري بينها وبين جارتها الشمالية عام 2010 نحو 615 مليون دولار، قبل أن يتراجع تدريجيا بسبب الحرب التي اندلعت عام 2011.
وكانت الحدود مع سوريا شريانا مهما لاقتصاد الأردن، إذ كانت تصدر عبرها بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان و أوروبا وتستورد عبرها بضائع سوريا ومن تلك الدول، ناهيك عن التبادل السياحي بين البلدين ،وخلال سنوات الحرب، حلّت البضائع الصينية محل البضائع السورية في عشرات المحلات القائمة في أسفل أبنية قديمة
عن ذلك، يقول رئيس غرفة تجارة الرمثا عبد السلام ذيابات أن “التبادل التجاري وحركة السفر والبضائع بين البلدين وبالاتجاهين كانت ممتازة حتى عام 2011 وأدخلت مئات الملايين للدولة سنويا”.
وأوضح أن “أكثر من أربعة آلاف محل تجاري (في الرمثا) كانت تعتمد على البضاعة السورية، وكانت ألفا سيارة نقل صغيرة تنتقل إلى سوريا يوميا وتعيش من ورائها أكثر من ألفين عائلة “، مضيفاً أن “استعادة الدولة السورية السيطرة على الحدود والمعابر ستحرك اقتصاديا الرمثا بشكل خاص، وسينتعش الأردن بشكل عام “.
بدوره، قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي “من المؤكد 100% أن الأردن يفضل استعادة الجيش السوري السيطرة على الحدود والمعابر تمهيدا لفتحها”، مذكرا بالموقف الرسمي ومفاده “لن نفتح الحدود إلا بوجود مؤسسات الدولة السورية على الجانب الآخر”.
وأشار الرنتاوي إلى أن “هناك ما يشبه توافقا إقليميا ودوليا على عودة الدولة إلى الحدود السورية الجنوبية”.
من ناحيته، قال مدير مركز “الفينيق” للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض أن “أحد أهم أسباب الأزمة الاقتصادية في الأردن في السنوات الماضية هو إغلاق الحدود مع سوريا “، مؤكداً أن سيطرة الجيش السوري على الحدود والمعابر “ستسهل عودة اللاجئين لدى الأردن إلى سوريا”، معتبرا أن “الأردن بذل ما يفوق طاقته في استضافة إخوتنا السوريين، وبدء عودتهم سيخفف أعباءه الاقتصادية”.
وكانت السلطات الأردنية أعلنت مؤخرا ان فتح المعبرين بين سوريا والأردن مصلحة مشتركة للبلدين, لكن تريد أن تكون متأكدة من أن الأمور الأمنية تسير بالاتجاه الصحيح في سوريا.
وتجدر الإشارة إلى وجود مركزين حدوديين بين الأردن وسوريا: مركز جابر من الجانب الأردني و معبر نصيب الحدودي من الجانب السوري، ومركز الرمثا الأردني والذي يطلق عليه مركز درعا الحدودي من الجانب السوري.
المصدر: مراسلون + AFP