الفصام يدفع شاب سوري للإعتقاد أنه "الله" و آخر يوزع مناصب رئاسية .. تفاصيل

ساهمت ظروف الحرب القاسية في سوريا في انتشار العديد من الأمراض النفسية الشائعة مثل القلق و الاكتئاب والإدمان و الفصام والوسواس القهري والهوس وغيرها، إلا أن الآونة الأخيرة شهدت ظهور حالات مرضية أكثر غرابة
وذكر موقع “هاشتاغ سوريا” أنه في مدينة اللاذقية، يدّعي شاب جامعي عمره 26 عاماً الألوهة، معتبراً أنه “الله” وخالق هذا الكون، مضيفاً أن بيده وهب الحياة للبشر وأخدها منهم وأنه يجالس الأنبياء في غرفته الأمر الذي دفعه لترك جامعته بسبب عدم تصديق الآخرين له والتهجم على طبيبه النفسي.
وفي محافظة طرطوس، الشاب سليمان يدعي أنه رئيس للبلاد وأنه لا يتهاون بتوزيع الوزارات على جيرانه، فكلما شاهد منهم شخصاً ناجحاً في مجال ما، يخبره بأنه سيسلمه وزارة معينة لتحسين عملها والنهوض بها.
ومن الناحية الطبية والعلمية فيما يتعلق بالحالتين، أوضح الطبيب جميل ركاب، الاستشاري في الطب النفسي أن هؤلاء الأشخاص يعانون غالباً من اضطراب ذهاني، أو أنهم يعانون من الفصام الزوراني أو حالات هوسية أو حالات مشتركة بين الحالتين السابقتين نسميها “الفصام الوجداني”.
وأضاف أن “هؤلاء الأشخاص يعتقدون بأنهم المخلّصين للبشرية وبأنهم عظماء وأنهم آلهة أو الأنبياء المرسلون منه، أو أنهم من الأولياء الصالحين”، مبيناً أنهم “مع العظمة التي يشعرون فيها وعدم وجود ما يدعمها على أرض الواقع يعتقدون بأن الآخرين يتآمرون عليهم ليفشلوهم في مسعاهم”.
وتابع قائلاً أنهم “قد يسمعون أصواتاً تؤكد هذه الاعتقادات أو يتوهمون بأن هؤلاء الآخرين يقومون بالتجسس أو التآمر عليهم وأنهم يضمرون لهم الشر وقد يسعون للتخلص منهم”.
وعن أسباب الإصابة بهذا المرض يوضح ركاب أن “الأسباب غير محددة بدقة حتى الآن ومتعددة، وقد يشكل العامل الوراثي أهمها، وكذلك قد تسبب هذه الحالات خللاً في النواقل العصبية في الدماغ، وقد تؤثر مصاعب الحياة على زيادتها أيضا
وحول علاج تلك الحالات ،قال ركاب أن “العلاج بشكل أساسي في هذه الحالات يكون دوائي يقدمه الطبيب النفسي أو على الأقل المدرب على مقاربة هذا النوع من الحالات”.
وأشار إلى أنه قلما تنفع العلاجات الأخرى في الحالات الحادة، ولكن يمكن أن يكون لها دور ما بعد التحسن المبدئي في العلاج التبصيري وإعادة توجيه الحياة باتجاه أهداف منطقية ودعم نمو الأشخاص واستقرارهم الشخصي والأسري”.
وكانت مديرية الصحة النفسية في وزارة الصحة كشفت العام الماضي أن الحرب سببت أمراضاً نفسية لمعظم السوريين بدرجات متفاوتة بداية من القلق والاكتئاب وصولاً إلى الصدمات العنيفة حيث وصل عدد المصابين بأمراض نفسية منذ عام 2011 بحسب آخر الإحصائيات إلى 4% من المواطنين.

قد يعجبك ايضا