اختار محمد زياد شهوان الاستمرار في عمله كشرطي مرور وسط العاصمة دمشق رغم أنه أحيل للتقاعد منذ عام 1994 و أيضاً رغم ظروف الحرب التي عصفت في سوريا منذ 8 سنوات ، ليكون بذلك أقدم شرطي مرور في العالم.
وذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن الشرطي شهوان في العقد الثامن من عمره وقد استطاع خلال الـ 50 عاماً الأخيرة تنظيم تدفق الزحام في منطقة تقاطع فيكتوريا في دمشق التي تعد أكثر التقاطعات ازدحاماً في العاصمة .
وبحسب الوكالة فإن الشرطي شهوان، ومع أنه أحيل على التقاعد منذ سنوات طويلة تقارب ربع قرن، لكنه فضل أن يتابع عمله في المكان نفسه، متكئا على احترام وتفهم متبادلين يجمعانه مع السائقين للدرجة التي تبدأ الأسئلة عنه وعن صحته حال غيابه على عادة الأهل والأصدقاء.
والأكثر غرابة، أنه لم ينظم أية مخالفة مرورية، كما يؤكد منذ بدأ الخدمة عام 1968، وهي حالة يندر حدوثها عموماً مكتفيا بالتنبيه، ويبدو أن هذا الأسلوب ترك أثراً لدى أعداد من السائقين الذين صاروا يخجلون من المخالفة.
وكان شهوان انتسب إلى سلك الشرطة عام 1968 و انتهت خدمته عام 1994، لكنه حظي باستثناء خاص لبقائه في الخدمة حتى يومنا هذا نظراً لقدرته المذهلة على جمع المتناقضات “ود بين السائق والشرطي، وتنظيم سير فريد عند أكثر عقد الازدحام في العاصمة دمشق.”
وقال الشرطي شهوان للوكالة أن “محبته الكبيرة لعمله دفعته ليستمر في تقديم كل ما لديه، إضافة إلى محبة الناس والتواصل اليومي معهم”.
ودعا شهوان رجال الشرطة إلى “محبة عملهم والإخلاص له مع التقيد بالأنظمة والقوانين ومعاملة المواطن كما يجب لكونه ابن البلد ومحور الحياة فيها، والأهم برأيه أن لكل إنسان رسالة يجب أن يؤديها على الوجه الأكمل”.
ولايزال شهوان الذي بات معروفاً بين السائقين و المسؤولين و أصحاب الشركات و المحال و الموظفين الشرطي الأقدم في العالم على الأرجح يواصل عمله في دمشق حتى الآن.
