Site icon موقع مراسلون

مع ازدياد نسبة العنوسة في سوريا .. السوريات يلجأن إلى “تجميد البويضات”

كشف تحقيق نشرته صحيفة (تشرين) المحلية، أن النساء السوريات يلجأن إلى ما يسمى بـ”تجميد البويضات” قبل بلوغ “سن اليأس” كحل مؤقت مع تأخر الزواج على خلفية ما تشهده البلاد من حرب التي أدت إلى ازدياد نسبة عنوسة الفتيات في سوريا.

وأضافت الصحيفة، أن هذه “الظاهرة بدأت بالانتشار في السر والعلن داخل المجتمع السوري وباتت تؤرق البعض وتشكل حلا مناسبا للبعض الآخر “.

ويؤكد أستاذ طب الإخصاب والعقم وطب الجنين في كلية الطب بدمشق ومدير مشفى الشرق التخصصي الدكتور مروان الحلبي، أن موضوع “حفظ البويضات هو ضرورة وحاجة ماسة في مجتمعنا في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد، ذلك أن أغلب الفتيات اليوم قد تأخرن في سن الزواج بسبب الحرب “.

وأضاف الحلبي، إلى أن “نجاح حمل البويضات المجمدة كبير جدا، وأن نسبة بقاء البويضات حية تجاوزت 80 % من المرضى الذين يجمدون بويضاتهن، ويفضل إجراؤها للفتاة في عمر 30-35 كحد أقصى “.

وأوضح أن مدة “الاحتفاظ بالبويضات قد تتجاوز خمس سنوات، طالما رغبت صاحبة العلاقة بذلك، وبقيت على قيد الحياة، على أن يتم الإخصاب بنطاف الزوج وأثناء استمرار الحياة الزوجية حصرا”.

وقد واجهت الظاهرة عدداً من المشاكل الشرعية والقانونية، ذلك أن أغلب اللاجئات إلى التجميد هن من العذراوات وعملية بذل البويضات التقليدي يحتاج إلى سحب البويضات عن طريق المهبل، وبالتالي تمزق غشاء البكارة، فيما أوضح الاختصاصيون بأنه ظهر حديثا بذل البويضات عن طريق المستقيم أو البطن ما يحافظ على عذرية الفتاة.

وفي السياق، قال معاون وزير الصحة أحمد خليفاوي، بأنه “لا يوجد ترخيص ولا حتى قانون ناظم لعمل تجميد البويضات، وأن هذه العملية غير مطبقة في سوريا لعدم وجود القانون الناظم لعملها”.

من جهته، قال عبد السلام راجح في مجمع “كفتارو” الديني، أن ظاهرة تجميد البويضات بالنسبة للنساء هي ظاهرة علمية خدمت الإنسان وهيأت للنساء سبب إنجاب تجاوزن به الإشكاليات الطارئة، وقال “الشرع في الإطار العام لا يلحظ منعا لتجميد البويضة على اعتبار مهم”.

وتابع “الشرع بمقاصده السامية لا يمنع العملية باعتبارها لا تمثل تعديا على عرض محترم ولا يجعل من تلك البويضات محلا لنطاف رجل لم تربطه بهذه المرأة صيغة شرعية، وبالتالي المحذور انتفى هاهنا وأحسب أن الأمر فيه سعة”.

وكان القاضي الشرعي الأول في دمشق، محمود المعراوي، أعلن سابقاً أن أعداد الإناث تزايدت خلال السنوات الخمس الأخيرة، بنسبة تجاوزت 65% و نسبة العنوسة بين الإناث في سوريا تقدر بـ70%، وهي من النسب المرتفعة في العالم العربي.

ويعاني المجتمع السوري من ظاهرة تأخر الزواج، نتيجة قلة أعداد الذكور جراء الحرب الدائرة منذ 8 سنوات غاب خلالها النسبة الأكبر من الشباب السوري بين شهيد و مفقود و مخطوف و مهاجر ، بالإضافة إلى تحمل مصاريف الزواج وسط غلاء المعيشة وارتفاع سعر الذهب ، وازدياد نسبة البطالة و ارتفاع معدلات الفقر في البلاد مقارنة مع سنوات ما قبل الأزمة.

Exit mobile version