لهذا السبب .. “جبهة النصرة” تستعين بـ 20 خبير أجنبي في إدلب

 

أفادت معلومات يوم أمس السبت 4 آب أن “جبهة النصرة” فرع تنظيم القاعدة في محافظة إدلب شمال سورية تستعين ب 20 خبير أجنبي وعدة شبكات مختصة  بالإتجار بالآثار لسرقة كنوز أثرية ونقلها إلى تركيا وبيعها.
ونقلت وكالة (سبوتنيك) الروسية ، عن مصادر محلية في محافظة ادلب ،قولها أن “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) باشرت التنقيب في منطقة الشيخ منصور بالقرب من مدينة سراقب في ريف إدلب، واستقدمت لهذه الغاية آليات وتجهيزات فنية وخبراء أجانب في مجال البحث عن الآثار، يبلغ عددهم 20 خبيرا، وذلك تحت حراسة مشددة من مسلحي الهيئة الذي ضربوا طوقا أمنيا حول المنطقة، مانعين أي مدني من الاقتراب.

 

وأضافت المصادر “لقد قامت التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب خلال السنوات السابقة بنبش مئات المواقع الأثرية، حيث تعرضت قرية العبارة في جبل الزاوية بريف إدلب خلال السنتين الماضيتين لعملية نهب وسرقة للآثار، حيث يضم الجزء الأثري فيها شواهد على الحضارات المتعاقبة على المنطقة، وأدت عمليات التنقيب إلى تدمير معظم القبور والكنائس في البلدة”.

 

وتابعت فيما تعد قرية القنية في ريف إدلب الغربي مثالا واضحا لنهب آثار محافظة إدلب، حيث عملت “هيئة تحرير الشام” على سلب الآثار في الدير والكنائس المحيطة بالقرية، ومنعت أي شخص من الاقتراب من هذه الأماكن الأثرية لتفسح المجال لعناصرها لنبش المواقع وسرقة الكنوز الأثرية.
وأشارت المصادر إلى معلومات مؤكدة عن أن “التنظيمات المسلحة تقوم بنقل هذه الآثار والكنوز إلى المناطق الحدودية مع تركيا حيث يقوم تجار متخصصون بشراء هذه الآثار من مسلحي الهيئة ونقلها إلى تركيا وبيعها عن طريق عدة شبكات متخصصة بالإتجار بالآثار”.

 

وذكرت أن “عملية التنقيب عن الآثار زادت أوائل العام الماضي بعد توقف القتال لفترة قصيرة، وإنشاء مناطق خفض تصعيد، حيث تحولت مدينة سرمدا قرب الحدود التركية إلى سوق رئيسية لتجارة الآثار والأسلحة، حيث يستخدم المهربون تطبيق “تليغرام” لعرض مسروقاتهم من آثار وتحف وتماثيل لعرضها على تجار أتراك”.
ولفتت المصادر إلى أن المسلحين يعتبرون هذه الآثار شواهد على حضارات غير إسلامية وبالتالي هي حق مشروع لهم في التنقيب عنها وبيعها تعويضا عن جهودهم وقتالهم في إدلب، حيث يقوم المسلح بمنح 5 بالمئة من قيمة الآثار التي يبيعها إلى خزينة “هيئة تحرير الشام” كضريبة فرضتها الهيئة على أي مسلح من مسلحيها يعثر على آثار وبيعها.

 

وتضم محافظة إدلب ما يقارب 400 موقع أثري يرجع تاريخ بعضها إلى ما قبل الألف الرابع قبل الميلاد.

 

وتعرضت عدد من المعالم الأثرية في عدة مناطق سورية للنهب و السرقات و للتضرر أو التهديم خلال الصراع الدائر في البلاد, وسط دعوات أممية أطراف النزاع في سوريا إلى حماية التراث الثقافي.

 

وتتمتع سوريا بتراث اثري وتاريخي بالغ الأهمية, حيث يوجد فيها ثمانية وثلاثين متحفاً (متاحف أثرية، ومتاحف للتقاليد الشعبية، ومتاحف تخصصية)، تتوزع هذه المتاحف على غالبية المدن والمحافظات، وتضم في خزائنها مئات الآلاف من اللقى والتحف الأثرية والتراثية التي تعود لأزمنة مختلفة، كما تضم أيضا أعمالاً نحتية ولوحات لفنانين سوريين معاصرين.
قد يعجبك ايضا