كشف مسؤول سياسي سوري أن زيارة وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إلى دمشق تحمل رسائل أخرى، معتبراً أن الزيارة تمهد لمرحلة ما بعد الإرهاب.
وقال مسؤول الاتصال السياسي باتحاد القوى السورية، أحمد السعيد، لوكالة (سبوتنيك) الروسية، أن أول تصريح لـ وزير الدفاع الإيراني لدى وصوله إلى سوريا، تعلقت بالتطلعات الإيرانية للمساهمة في جهود إعادة إعمار سوريا، وهي دلالة على ثقة الإيرانيين في اقتراب سوريا من تجاوز مرحلة الخضوع للإرهاب، إلى مرحلة إعادة بناء الدولة.
وأضاف السياسي “لا أتوقع أن تكون الزيارة تتعلق بما صرح به وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، عن المشاركة في جهود إعادة الإعمار، ولكنها تحمل عدة رسائل مهمة للغاية، الرسالة الأولى تتعلق برفع مستوى التعاون العسكري، على مستوى المستشارين بين سوريا وإيران، حيث من المتوقع أن ترفع إيران من مستوى هذا التعاون، تمهيدا لتحرير كامل الأراضي السورية من الإرهابيين”.
وتابع “الرسالة الثانية، في تقديري، تتعلق بالرد الإيراني — من خلال الزيارة- على المطالبات الأمريكية والإسرائيلية للروس، بالضغط على إيران من أجل مغادرة مستشاريها العسكريين لسوريا، والتخلي عن الملف السوري، وهو الأمر الذي لم تستجب له روسيا، طبقا لخريطة مصالح سوريا، في المقام الأول، والتي تتطلب التواجد الإيراني”.
ولفت إلى أن سوريا تخطو بخطى ثابتة، في الوقت الحالي، نحو تحرير كامل الأرض، والقضاء على التنظيمات الإرهابية عبر توجيه ضربات قوية على المستويات العسكرية والأمنية، وكذلك عبر رعاية الدول الفاعلة، مثل روسيا وإيران وتركيا لعمليات التصالح والهدنة، بجانب المسار الدبلوماسي المتعلق بالمفاوضات، لإنهاء الأزمة على المستوى السياسي.
وطالب السياسي بضرورة أن تعمل الدولة السورية، في المرحلة المقبلة، على تسريع وتيرة عملياتها ضد مواقع تمركز الدواعش على الحدود، بالتعاون مع كل من العراق وتركيا والأردن، بهدف إحكام الحصار بشكل أكبر على التنظيمات الإرهابية، ما يمهد لسوريا الجديدة، الخالية من الإرهاب، والمستعدة لبدء جهود الإعمار، على الفور.
ووصل حاتمي برفقة وفد كبير إلى دمشق صباح الأحد في زيارة عمل رسمية تستغرق يومين، يلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد.
وتأتي زيارة الوزير الإيراني إلى دمشق، عقب أيام على مطالبة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بسحب القوات الإيرانية من سوريا، إلا أن إيران تعتبر تواجد قواتها في الأراضي السورية أمر “شرعي”، وجاء بناء على دعوة من السلطات السورية.
