بدأت ملامح المعركة القادمة للجيش السوري ترتسم بعد تحرير دمشق وريفها بالكامل من التنظيمات المسلحة، وفي حين اتجهت قوات عسكرية سورية إلى الجنوب السوري يبقى التساؤل مطروحا حول الموقف الأمريكي من منطقة خفض التصعيد جنوبي سوريا وخاصة في ظل وجود قاعدة أمريكية في منطقة التنف.
اعتبر الكاتب حميدي العبد لله في مقال نشرته جريدة “البناء” اللبنانية، أن الدولة السورية وحلفاءها لن يقبلوا باستمرار حالة الفلتان الأمني واستمرار الصراعات في منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري، قائلا “إن الدولة السورية وحلفاءها عند إبرام التفاهمات حول خفض التصعيد أصرّوا على بندَين أساسيّين في هذه التفاهمات، البند الأوّل، استثناء المجموعات المصّنفة إرهابية في قرارات مجلس الأمن ومن يتعاون ويعمل تحت قيادة هذه المجموعات من وقف العمليات العسكرية؛ والبند الثاني، أنّ هذه التفاهمات غير مفتوحة من ناحية الأمد الزمني، وهي محدّدة بمدة ستة أشهر قابلة للتمديد برضى جميع الأطراف وليس بإرادة طرف واحد. ويتيح هذان البندان للدولة السورية وحلفائها بدء معركةٍ عسكرية في أيّ مكان تتواجد فيه تنظيمات إرهابية في التوقيت الذي تراه مناسباً لأنّ وقف العمليات وخفض التصعيد لا يشمل هذه التشكيلات الإرهابية، وفي درعا ثمّة وجود واضح لجماعة “جبهة النصرة” المصّنفة تنظيما إرهابيا”.
ورأى الكاتب أن الجيش السوري يقدر التوقيت المناسب لفتح معركة الجنوب ولن تؤثر التحذيرات الأمريكية على قرار المعركة القادمة جنوبا، مشيرا إلى أنه “إذا كان تقدير الجيش السوري أنّ الوقت قد حان لبدء المعركة في المنطقة الجنوبية، فإنه سيبدأها رغم التحذير الأمريكي، وإذا أرادت واشنطن أن تتحرّك لوقف العملية العسكرية، كما حاولت في أوقات سابقة في مناطق البادية والحدودية العراقية، فعليها أن تتحمّل التبعات بشأن ذلك، وعليها أن تعلم أنّ الجيش السوري حرّر بيت جن ومزرعتها ومناطق في الحرمون وهي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن المواقع الإسرائيلية في جبل الشيخ، ولم تحل الاعتداءات الإسرائيلية دون تحقيق هذا الهدف”.
وأضاف الكاتب أمن ما نشر على شبكات التواصل الاجتماعي حول احتمال توجه الجيش السوري نحو الجنوب، حرك الوضع في هذه المنطقة، واستدعى، وفقاً لمسؤول أردني، اتصالات روسية تركية أردنية لتجديد العمل في تفاهم خفض التصعيد، وقال “بديهي أنّ لسوريا وحلفاءها مطالب، قبل الالتزام من جديد في هذا التفاهم، فإذا تمّ تلبيتها فإنّ ذلك يجنّب المنطقة حرباً، فهذا جيد وهذا ما يسعى إليه الجيش السوري، أما إذا كانت هناك أجندة أخرى فعلى أصحاب هذه الأجندة تحمّل تبعات عملهم”.
وختم الكاتب “وفي ضوء نتائج ما أُشيع عن تحرك الجيش السوري نحو المنطقة الجنوبية، قالت صحيفة “الشرق الأوسط” نقلاً عن مراسلها في روسيا إنّ “موسكو تسعى لتسوية تضمن سيطرة الجيش السوري على الجنوب ونقطة على السطر”.
“سبوتنك”