حذّرت مديرة مديرية المخابر المركزية في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لينا عبد العزيز في تصريح لـ«الوطن» من زيادة انتشار السلع المغشوشة، وخاصة أنه لم يعد هناك مادة لا يمكن غشها والتلاعب بها وخاصة المواد الغذائية التي أصبح الغش بها سهلاً ورخيصاً وبالذات في مأكولات الأطفال كالسكاكر والشيبس التي يدخل في تصنيعها ملونات صناعية وأصباغ وهي من المواد التي قد تسبب الأورام السرطانية إن لم تكن مطابقة للمواصفات أو لم تعرض وتخزن بالطريقة الصحيحة.
مشيرةً إلى قيام العديد من الباعة بعرض الشيبس وما يشابهه من مقبلات الأطفال على رفوف معرضة لأشعة الشمس فتؤدي الحرارة الزائدة لتغير مواصفاتها وهذه الملاحظات نخبرها لكل معامل تصنيع مقبلات الأطفال واغلبها تلتزم حيث إن هناك ألواناً وصبغيات مسموحاً بها عالمياً ومعتمدة من الجهات الوصائية العالمية وهي لا تشكل أي خطورة ولكن المشكلة تتركز عند الورش الصغيرة التي لا تلتزم بأي معايير صحية وقد لوحظ أن نحو 60 بالمئة من مقبلات الأطفال في الأسواق غير مطابقة للمواصفات وتشكل خطورة على صحة أطفالنا، ولذلك نصحت الأهالي بالبحث عن بدائل صحية لأطفالهم كالفواكه أو شراء الشيبس المعد للقلي في المنزل كونه على الأقل نعلم بأي زيت نباتي تتم عملية القلي، حيث لوحظ قيام العديد من الورشات التي تم مخالفتها بقلي الشيبس بزيت القطن أو بزيوت غير صالحة للاستهلاك البشري كالزيوت المعدنية أو قيامهم بجمع الزيوت التي تمت عملية القلي فيها مئات المرات في المطاعم وإعادة استخدامها.
مرتديلا.. وفنون الغش!
أشارت إلى أن التلاعب انتشر بكثرة في مادة المرتديلا حيث نجد في الأسواق عشرات الماركات وبأسعار مختلفة للمرتديلا والزبون يتجه لشراء الأرخص مع أنها بنفس حجم ووزن ماركة أخرى ولكن سعرها أعلى والسبب هو الغش في مواصفاتها بإدخال بروتين الصويا بكميات كبيرة فيها بدلاً من البروتين الحيواني ووفق المواصفات المعروفة للمرتديلا يجب أن تكون نسبتها العظمى من البروتين الحيواني ولكن ما نجده في أسواقنا مرتديلا لا تصل نسبة البروتين الحيواني فيها للربع.
وأضافت: «للأسف الشديد مهما قمنا بضبط ومخالفة الورش والمعامل التي تصنع هذه المنتجات إلا أنه كل يوم تفتتح ورشات جديدة ولذلك نحن بحاجة للتنسيق مع وزارتي الصناعة والصحة لتشديد الرقابة على هذه الورش ومنع ترخيصها إن لم تحقق الشروط المطلوبة».
التلاعب يزداد
ونوّهت بأن المخبر المركزي والمخابر الفرعية في المحافظات كثفت من عملها ونشاطها في سحب وتحليل العينات من الأسواق وذلك نظراً لارتفاع عدد حالات الغش والتلاعب في الأسواق وخاصة للمواد الغذائية سواء منتهية الصلاحية أو المغشوشة.
ولفتت عبد العزيز في حديثها لـ«الوطن» إلى أن العينات التي تسحب يتم تحليلها بشكل مباشر في مخابر المديريات الفرعية حتى وان كانت في دمشق وريفها إلا العينات التي تحتاج لعمليات تحليل أعقد فيتم تحويلها للمخبر المركزي في الوزارة. بالإضافة للتعاون مع القطاع الخاص والمنظمات الإنسانية.
وأشارت إلى أن كافة المخابر التابعة للوزارة تمتلك خطة لسحب العينات يتم على أساسها المتابعة لكافة العينات التي يتم سحبها خلال فترة معينة أو عام وتسجيل الملاحظات للعينات التي يلاحظ وجود مخالفات كثيرة فيها والعينات التي يتم تحديد قرب انتهاء تاريخ صلاحيتها وذلك ليتم لاحقا التركيز عليها ومتابعتها في الأسواق، إضافة لملاحقة المواد والسلع التي تصلنا معلومات عن دخولها تهريباً.
ونوهت عبد العزيز بأن الفترة الأخيرة شهدت تشديد الرقابة على العينات المسحوبة من المساعدات الإنسانية حيث يقود جشع البعض لتخزينها بكميات كبيرة لإعادة بيعها والتحكم بأسعارها ولكن نتيجة التخزين الطويل وغير المطابق لشروط التخزين تصبح غير صالحة أو منتهية الصلاحية. بالإضافة للتشديد على مراقبة المواد الغذائية المصنعة في الورشات الصغيرة مع ازدياد انتشارها وشمولها لمواد مخالفة ومتلاعب بمواصفاتها حيث يقومون بإزالة الغلاف ووضع غلاف جديد بتاريخ صلاحية جديد.
خطة الآيزو
وفي سياق آخر كشفت عبد العزيز عن استمرار العمل على تطوير عمل المخابر التابعة للوزارة حيث يتم العمل حالياً وفق خطة الآيزو 170025 لتطوير المخبز المركزي ومخبري حمص واللاذقية وبالتوازي لتطوير الجودة في بقية المخابر وذلك من خلال تطويرها بأحدث الأدوات والتقنيات التي يمكن الحصول عليها حيث نعاني صعوبة في تأمينها نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على البلد ولذلك يجري العمل للتعاون مع الدول الصديقة كإيران وروسيا ومع المنظمات الدولية لتطوير عمل مخابرنا.