Site icon موقع مراسلون

بالصو.. تعرف على منظومات الأتراك في "غصن الزيتون"

دفع الجيش التركي خلال عمليته العسكرية “غصن الزيتون”، التي بدأت هذا الشهر، بتشكيلة من المعدات والآليات العسكرية، بهدف الضغط الميداني على القوات الكردية المسيطرة على مدينة عفرين ومحيطها شمال حلب، في محاور الهجوم الأربعة التي تتحرك فيها قوات الجيش التركي وما يدعمها من فصائل الجيش الحر. الهدف المرحلي للهجوم التركي هو السيطرة على عفرين، ومن ثم تطوير الهجوم شرقاً باتجاه مدينة منبج الواقعة أقصى الشمال الشرقي لحلب.
على الرغم من العدد الكبير من الآليات العسكرية “خاصة الدبابات”، التي دفعت بها قيادة الجيش التركي إلى المعركة، للحصول على نصر “سريع وحاسم”، إلا أنّ مجريات المعركة تؤشر إلى تقدم محدود جداً على المحاور الأربعة للهجوم “الشمالي الغربي، الشمالي، الشمالي الشرقي، الشرقي”، هذا إذا ما وضعنا في الاعتبار أنّ الجيش التركي دفع بأفضل الآليات والطائرات المتوفرة لديه، وكذا وحدات النخبة من القوات الخاصة المدربة على القتال الجبلي.
بالإضافة إلى المعدات والآليات التي زودت بها تركيا قوات “الجيش الحر” وسبق وتحدثنا عنها في المادة السابقة، دفع الجيش التركي حتى الآن بالآليات والمنظومات التالية:
الدبابات: دفعت قيادة الجيش التركي بأفضل الدبابات المتوفرة لديها، وهي دبابات القتال الرئيسية Leopard 2A4 الألمانية الصنع والتي خضعت أنظمتها إلى تحديثات تركية خلال السنوات الماضية، يمتلك الجيش التركي نحو 350 دبابة من هذا النوع، وقد سبق وأدخلها إلى الميدان السوري خلال المواجهة مع تنظيم داعش في مدينة الباب، وقد فقد عدة دبابات من هذا النوع سابقاً خلال المواجهات مع تنظيم داعش في مدينة الباب. كذلك أدخل الأتراك إلى معركة عفرين عدداً من دبابات الصف الثاني المتوفرة لديهم، وتحديداً الدبابات الأميركية M60A3 TTS وتحديثها المطور بالإشتراك مع إسرائيل M60 Sabra. ويمتلك من النوعين نحو 800 دبابة، لم تتمكن القوات الكردية خلال المعارك حتى الآن من التدمير الكامل لأي من الدبابات التركية، لكنها تمكنت من إلحاق أضرار ببعضها، خاصة أنها تمتلك تشكيلة واسعة من مضادات الدروع الروسية مثل “كونكورس – فاجوت – كورنيت” إلى جانب مضادات الدروع الأميركية “TOW” والفرنسية “Milan”.
في ما يتعلق بالآليات القتالية، فقد دفع الجيش التركي بأربعة أنواع منها، وهي ناقلات الجند المدرعة أميركية الصنع M113 A3 والنسخة المطورة تركياً منها ACV-15، بجانب المدرعات تركية الصنع المقاومة للألغام الأرضية Cobra وKirpis، وهذه الأخيرة هي النسخة التركية من المدرعة الإسرائيلية Navigator. يضاف إلى ذلك العربات الخفيفة رباعية الدفع من نوع تويوتا لاند كروزر وقد استخدمتها عناصر القوات التركية الخاصة بعد تزويدها بمدافع رشاشة من نوع Oerlikon عيار 20 مللم.
بالنسبة للمدفعية، استخدم الجيش التركي أثقل مدفعية عاملة متوفرة لديه، وهي مدفع الهاوتزر ذاتي الحركة من عيار 155 مللم T-155 Firtina، بجانب المدفعية الصاروخية من عيار 122 مللم T-122 SAKARYA ومدافع الهاون من عيار 120 مللم HY-12.
دفع الجيش التركي كذلك بعدد من المنظومات الداعمة لتحركات قواته باتجاه عفرين، منها منظومة مكافحة الألغام Bozena-5 ومنظومة الحرب الالكترونية Koral المتخصصة في التشويش على الرادارات المعادية، ومنظومة الدفاع الجوي قصير المدى MIM-23 Hawk أميركية الصنع، ومنظومة الإصلاح والإنقاذ المدرّع الميداني M88A1.
جوياً، نفذت المقاتلات التركية من نوع F-16 C/D المجهود الجوي القتالي الأساسي مستخدمة تشكيلة واسعة من الذخائر الجوية ومنها قنابل MK-84 الأميركية مزودة بحزمة التوجيه الدقيق. يضاف إلى ذلك المروحيات القتالية تركية الصنع T-129 ATAK التي تستخدم قتاليًا للمرة الأولى، والطائرات القتالية دون طيار تركية الصنع Bayraktar TB2. وعلى الرغم من عدم امتلاك القوات الكردية لمنظومات دفاع جوي تتيح لهم إسقاط الطائرات التركية، إلا أنّهم استخدموا بكثافة الرشاشات المضادة للطائرات من عيار 23 مللم وألحقوا أضراراً بمروحية واحدة على الأقل من نوع T-129 ATAK.
بشكل عام، لم تستخدم القوات الكردية إلا جزءاً يسيراً من القوة النارية المتوفرة لديها من دبابات روسية من نوعي T-55 وT-72، والآليات المدرعة الروسية BMP-1 وbtr-60 والأميركية M1117 وGuardian. وكذلك راجمات الصواريخ الروسية BM-21 GRAD. واكتفت بالاشتباك بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ومضادات الدروع والمدافع عديمة الارتداد والهاون. وهذا قد يعزى لسببين، الأول هو عدم الرغبة في استفزاز الولايات المتحدة التي زودت الكرد على مدى الشهور الماضية بكميات كبيرة من العربات المدرعة والأسلحة والذخائر، والثاني هو الرغبة في عدم استنزاف ما يتوفر لديها من آليات في ضوء التفوق الجوي التركي. لكن على الرغم من ذلك تمكنت القوات الكردية حتى الآن من تحجيم الهجوم التركي بشكل معقول مستفيدة من سوء الأحوال الجوية، وجعلت النتائج الميدانية المترتبة عليه غير متناسبة إطلاقاً مع حجم التحضير والقوة النارية المتوفرة للقوات المهاجمة. وهذا ربما جعل قوات الجيش الحر المتحالفة مع تركيا تحاول فتح جبهة جديدة جنوب شرق عفرين إنطلاقاً من مدينة مارع لمحاولة قطع التواصل بين عفرين ومدينة تل رفعت.
المصدر : الميادين نت

Exit mobile version