الدولة تنهض بقرى شمال اللاذقية وتعيد الحياة إليها

لعل شكل الإرهاب الذي مُورس في قرى شمال اللاذقية شكل نقلة استثنائية في ممارسات القتل وانتهاك حرمة البشر . ووصف ما حدث في تلك القرى فوق طاقة اللغات ربما .. فأن يُخرج طفل من بطن أمه ليوضع على لوح معدني ويشوى عليه الى جانب أطفال أخرين لا يمكن لعقل أن يتخيله .. أن تذبح عائلة بكاملها ثم يمثل بجثثها .. أن يتم وضع طفل في وعاء ممتلئ بالزيت الحامي .. أن تذبح عجوز .. وتكسر عظام رجل بطريقة وحشية .. أن يتم تكسير ظهور أطفال أمام آبائهم .. أن يسرق الأطفال إلى تركيا لسرقة أعضائهم و أن يستخدموا لتنفيذ استخدام السلاح الكيماوي وأن يصبح الوجع مكتوبا بالدم والخوف في كل شبر من تلك القرى التي أنكبها الإرهاب بأبشع الممارسات ..
تلك القرى التي حررها الجيش لاحقا .. ثم حرر مخطوفيها لاحقا .. بدأت تعود الحياة اليها رغم مرارة الذكريات فيها ووجعها .
الدولة أعادت الحياة اليها فعمرت بيوتها وأصلحتها .. ساعدت من بقي من أهلها على العودة الى بيوتهم رغم صعوبة العودة وقد قتل الإرهاب الاهل والابناء والاباء فيها .
منذ أكثر من عام وبرنامج لإعادة إعمار هذه القرى ينفذ بمتابعة مباشرة من الحكومة . حيث تم رصد الأموال اللازمة لإعادة بناء وترميم المساكن والبيوت وتجهيزها لعودة أهلها المهجرين . فتم تجهيز المرافق العامة للقرى و تلبية احتياجتها من الخدمات . وتم توفير فرص عمل للبعض وتقديم مساعدات ومنح لآخرين .. وما زالت الجهود مستمرة من أجل النهوض بواقع القرى وسكانها .
رئيس الحكومة وفي زحمة متابعته لملفات إعادة الحياة للمدن والمناطق المحررة لا ينس الاطمئنان إلى وضع سكان هذه القرى فالتقى أمس عددا من المحررين الذي قضوا ثلاث سنوات ونصف في الاعتقال عانوا فيها أشد أنواع العذاب والحرمان .
المهندس عماد خميس استمع الى المحررين وحاورهم في واقع حياتهم وكيفية تحسين ظروف معيشتهم مؤكدا لهم أنّ الدولة السورية قوية بالقدر الذي تستطيع معه رعاية كل أبنائها ومراعاة خصوصية كل منطقة والظروف التي عانت منها خلال الحرب القذرة .
المهندس خميس استجاب فورا للعديد من طلباتهم .. من توفير فرص عمل مناسبة لهم عبر تقديم المنح الانتاجية و الاهتمام بتعليم الاطفال الذين عانوا من الخطف والنهوض بمستواهم التعليمي . الى جانب استكمال متطلبات اعادة اعمار قراهم فيما نقص حتى الآن . ولم يتوانى رئيس الحكومة عن الايعاز بتأمين فرش لبعض البيوت التي تم اعادة اعمارها مرعاة للظروف المادية لأهلها .
المهندس خميس أكد أن تحسين الخدمات في المنطقة موضع اهتمام من قبل كافة الجهات الحكومية وستتم متابعة جميع متطلباتهم وتلبيتها وفق الإمكانات المتاحة لتمكينهم من العودة لممارسة حياتهم الطبيعية في بيوتهم وقراهم
مشيرا الى الدولة تهتم بكل مواطنيها دون استثناء وتراعي الظروف الصعبة التي مر بها الكثير من مواطنيها . ولا تتردد في المبادرة والقيام بكامل واجباتها رغم ظروف الحرب وهذا دليل على قوة الدولة السورية وتماسكها وقدرتها على الاستمرار رغم كل ما واجهته .
وقال سنستمر في تقديم المساعدة لأهالي القرى المحررة لزرع البسمة على وجوههم من جديد وسنتابع يوميا حاجاتهم من إعادة اعمار واستصلاح أراض وإيجاد فرص عمل لتأمين عودة كريمة الى بيوتهم ”.
هذا وكانت الإنشاءات العسكرية المنفذة لمشروع إعادة اعمار القرى المحررة من الارهاب انجزت إعادة اعمار جميع المباني والمؤسسات الحكومية في هذه القرى ونحو 424 منزلا من إجمالي 456 تضررت نتيجة الاعتداءات الإرهابية بنسبة تنفيذ تتجاوز 90 بالمئة” مع الاشارة الى أنّ المنازل المتبقية جرى هدمها بالكامل لإعادة بنائها من جديد نتيجة الإضرار الكبيرة وقد تمت المباشرة فعلا بإشادتها .
كما تم الانتهاء من جميع الأعمال الخدمية بما فيها الطرقات والصرف الصحي.
وتبلغ التكلفة التقديرية للمشروع نحو مليار و 24 مليون ليرة سورية.
وكانت التنظيمات الإرهابية تسللت إلى عدد من قرى ريف اللاذقية الشمالي وارتكبت مجزرة بحق المدنيين من أهالي هذه القرى حيث قتلت عائلات بأكملها وخطفت عددا من النساء والأطفال قبل ان يتم تحرير الجزء الأكبر منهم في شباط من عام 2016.
المصدر : سيرياستيبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى