حرق المنازل ..طريقة جديدة يبتكرها بعض أهالي السويداء لاسترداد حقوقهم
حرق المنازل ..طريقة جديدة يبتكرها بعض أهالي السويداء لاسترداد حقوقهم 85 منزلاً محترقاً في السويداء عام 2017 لأسباب أغلبها انتقامي
لم يجد أهل المدرس القتيل سميح أبو عاصي غير منزل أحد قتلة ولدهم ليحرقوه كتعبير عن الغضب الذي اجتاحهم عندما علموا أن قاضي التحقيق أطلق سراح أحد المتهمين بالقتل لأنه قاصر ولم يشترك بالجريمة.
وهي ليست الحادثة الأولى من نوعها في المحافظة، وخاصة خلال الأيام الماضية عندما تم إحراق عدد من البيوت في مناطق متفرقة، ولأسباب متعددة كان في غالبيتها انتقامي، وهي طريقة جديدة في التعاطي مع الأوضاع الأمنية المتفرقة وعدم الثقة بين المواطن والأجهزة القضائية والجهات المعنية التي يتهمها الجبليون بالوقوف على الحياد وعدم التصدي للعصابات التي عاثت فساداً وإجراماً على مدى السنوات الماضية.
وقال أحد أعضاء فوج إطفاء السويداء لصاحبة الجلالة أن عدداً من آل أبو عاصي هاجموا في بلدة “مياماس” بريف السويداء الجنوبي” منزل الشاب علاء فليحان الذي أطلق سراحه بعد أن كان من بين المتهمين بقتل المدرس “سميح أبو عاصي” أثناء سرقة بستانه في بداية الشهر العاشر من العام الماضي، حيث قاموا بحرق المنزل دون وقوع إصابات بشرية.
وعلمت صاحبة الجلالة من مصادر داخل القرية أن أصحاب المنزل المحترق قد غادروا القرية لاجئين إلى قرية عنز في أقصى الريف الجنوبي للمحافظة.
وكانت الجهات المعنية ألقت القبض على كل من المدعوين “ماهر سالم كيوان” و”علاء خالد فليحان” و”مجدي خالد فليحان” المتهمين بقتل المواطن “سميح أبو عاصي” مطلع الشهر العاشر من العام الفائت نتيجة اتهامهم بقتل المواطن “سميح أبو عاصي”.
وبدأت هذه الظاهرة عندما قام عدة أشخاص من آل الشاعر في قرية بوسان بالريف الشرقي للمحافظة بحرق منزل أحد أقاربهم المدعو مرهف الشاعر، إثر خلاف غير معلوم الأسباب، وليس لصاحب البيت المحروق أي علاقة بالقصة، وهو ما تسبب بأضرار مادية جسيمة في المنزل.
وتبع ذلك خلاف حاد نشب بين عائلتين من المهجرين ينحدرون من محافظتي إدلب وحلب، حيث بدأ الخلاف من أجل ستين ألف ليرة سورية فقط، بعد أن صبر الدائن من مدينة إدلب لأشهر عدة على صاحبه الذي خالف كثيراً في الموعد، فما كان من الدائن إلا أن أخذ حقه بيده، وحرق المنزل الذي يأوي عائلة كاملة.
وقال فوج الإطفاء أن السنة الماضية كانت قد شهدت حرق 85 منزلاً في السويداء، لأسباب متفرقة، وكان أصعب يوم واجهه الفوج في عمله محاولة السيطرة على حريق ضخم شب في 17 منزلاً في قرية ذيبين جنوب السويداء، بسبب الخوف من الانتقام، وردات الفعل على حرق المنازل المتعمد بعد جريمة مقتل عائلة كاملة على طريق قريتي ذيبين – بكا.
ويتخوف الأهالي الآمنين من حالة الانفلات الأمني وانتشار السلاح العشوائي الذي لا يخلو منزل واحد منه في السويداء، عازين هذه تضخم الظاهرة الى الفراغ الذي يعيشه الشباب بسبب البطالة وحالة الفقر والتسيب، وعدم قدرة الأجهزة المتعددة على كبح جماح عصابات القتل والسلب والخطف، ما يخلف حالات انتقام فردية مبتكرة كما هي قصة حرق البيوت المتصاعدة.
المصدر : موقع صاحبة الجلالة