مدير المشفى يوضح ما جرى في قسم إسعاف ابن النفيس

يحتفظ المقعدان الخشبيان المتهالكان الوحيدان أمام إسعاف مشفى ابن النفيس بقصص وروايات لأهالي مرضى كثر مروا بجواره بعضهم عاد بابتسامة الحياة وآخرون سلبهم الحزن إياها إما لفقدهم عزيزاً وإما لأن ما قدم في المشفى لم يكن بالمستوى الذي اعتقدوا فدفعوا ما دفعوا في مشاف خاصة لكي تعود لهم البسمة بعد ما كادت تفقدها عدم دراية طبيب أو تقصيره.
بعض الوقت قضته «الوطن» بالجلوس والمراقبة لترى ما سبق واقعاً ملموساً يختصر بعض مشاهد الحياة من حزن فتاة فقدت أمها تنتظر من يسعفها بسيارة لتنقل الجثمان، وابن أعيدت أمه السبعينية من الإسعاف لمراجعة العيادات فبات بحيرة لا يعلم ما يفعل وهو على بعد 70 كم عن منزله وأين سيضع أمه حتى اليوم التالي لكي يقرر الطبيب الاختصاصي حاجتها للمشفى من عدمها، وكان لتدخل «الوطن» مع مدير المشفى أن تسنى له العودة إلى الإسعاف وقبولها في المشفى.
كانت «الوطن» تلقت شكوى بخصوص تقصير في إسعاف مريض دخل إلى مشفى ابن النفيس بتاريخ 26/1/2018 إذ بقي من الساعة 2:30 صباحاً وحتى 5:00 صباحاً من دون أجراء أي تحاليل أو إدخاله إلى القسم المختص.
وبيّن أهل المريض في شكواهم أن المريض كان يعاني حالة إقياء شديدة وعجزاً تاماً عن الحركة إضافة إلى ألم حاد ودوار.
ووفقاً لرواية أهل المريض الذين تقدموا بالشكوى فإن الأمر الوحيد الذي قدم لمريضهم هو إبرة مضادة للإقياء، مؤكدين أن طبيب الإسعاف استبق الأمر بعد إدخال المريض إلى الإسعاف وقبل الكشف عليه بالتأكيد لهم أنه لا إسعاف قلبية، وأنه حتى إن كانت الحالة تسمماً فلا علاج له في الإسعاف، لافتين إلى أنهم أسعفوا المريض إلى مشفى خاص بعد ساعتين ونصف الساعة من الانتظار في إسعاف مشفى ابن النفيس بوساطة سيارة إسعاف خاصة بعد رفض المشفى نقله بإحدى سياراته دون تقديم أي إسعافات لتبين لهم بأنه مصاب باحتشاء بالمخيخ ونجا من آثارها بلطف من اللـه وفقاً لتعبيرهم.
مدير ابن النفيس نزار أحمد إبراهيم أكد لـ«الوطن» أن هذه الشكوى هي الأولى التي تقدم بحق قسم الإسعاف، لافتاً إلى أنه سيشكل لجنة للتحقيق بالموضوع، موضحاً أن ما جرى إن كان جرى وفقاً لرواية أهل المريض فهو في مثل هذه الحالة إما تقصير من الطبيب وإما عدم دراية منه، مؤكداً أن المشفى لا يقدم سيارات إسعاف للمرضى إلى مشاف أخرى لأن هذا الأمر هو خاص بأهل المريض.
وبيّن إبراهيم أن المشفى يقدم جميع أنواع الإسعافات للمرضى، موضحاً أن أي مريض يستقبل بالإسعاف يقدم له كل ما يلزم من تحاليل واستشارات وحتى إذا استلزم الأمر عملية، مبيناً أن الأمر الوحيد الذي يفتقده المشفى هو القسطرة القلبية.
وشكك مدير المشفى بصحة أقوال مقدم الشكوى طالباً تقديم شكوى إلى المشفى لكي يأخذوا حقهم موضحاً أن أهل المريض يروون الأمور فقط من زاوية نظرهم فما يقوله أهل المريض يبقى ناقصاً لأن رؤية المرافق للحالة غير رؤية الطبيب.
وأوضح إبراهيم أن قسم الإسعاف عادة يناوب فيه ثلاثة أطباء اختصاصيين أحدهم مختص في الجراحة وآخر في العظمية وثالث في الداخلية، إضافة إلى الأطباء المقيمين في الإسعاف الذين يستقبلون المريض ويجرون له الإسعافات الأولية وهؤلاء مقسمون وفقاً لتراتبية خاصة ومستويات بالنتيجة في أي حالة يراجعون الطبيب الاختصاصي المناوب.
وكشف إبراهيم أن عدد مراجعي المشفى يومياً يتراوح بين 800 إلى 1500 مراجع مؤكداً أن أي مريض يدخل المشفى يخصص له طبيب من بداية دخوله حتى خروجه، مشيراً إلى أنه إذا كان المريض مهدداً بالحياة ويحتاج إلى عملية تجرى له دون انتظار وذلك على مبدأ المقارنة بين السيئ والأسوأ أما في عدم تهديد حالة المريض فإنه تجرى له الدراسة كاملة وما يتضمنها من تحاليل واستشارات وبناء عليه تقرر المسيرة العلاجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى