على خلفية قضية خاشقجي ..” تويتر” يتخذ إجراء ضد السعودية

أعلنت شركة “تويتر” العالمية، عن اتخاذها قرارا على خلفية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي يقضي بتعليق شبكة من “الحسابات المشبوهة”، التي دفعت مؤيدي السعودية للحديث عن القضية، في إطار حملة للتأثير عليها.

وأفادت شبكة (أن بي سي) الأمريكية أن شركة “تويتر” كانت واعية بنشاطات “بوتس” التي دعمت السعودية في اتخاذ تحرك ضد الصحافي جمال خاشقجي، موضحةً أن “تويتر” علم بالنشاطات عندما قدمت لها قائمة بالحسابات التي غردت وأعادت نشر التغريدة المؤيدة للنظام، وقام جوش رسل، الخبير في مجال التكنولوجيا بإعداد القائمة والذي قام بتحديد تأثير” التويتر” و”ريدت” في الحملات الأجنبية.

وقال مسؤول في شركة “تويتر” أنها كانت عالمة بالحملة المؤيدة للسعودية وقامت بتعليق عدد من الحسابات ولكن قبل أن يقوم الباحثون بملاحظة النشاطات، مضيفا أنه “تم حذف الحسابات لأنها خرقت قواعد النشر وأعادت إلى عمليات التخلص من الفضلات الروتينية”.

وجاء في تقرير الشبكة أن التحرك لقمع “البوت” أو “الروبوت” الاصطناعي في الأشهر الأخيرة وتم التخلص من ملايين الحسابات الزائفة.

من جهته، قال بن نيمو، الخبير في مخبر التشخيص الرقمي بالمجلس الأطلنطي والذي يقوم بمتابعة حملات التضليل أن “الطريقة التي يعمل من خلالها البوت “يمكنه من العمل بعيدا عن الرقابة/ الرادار واستطاعت البوتس تجاوز الحظر”.

وأضاف نيمو “إنهم ينشرون نفس المواد في نفس الوقت وبشكل متكرر- وهذه شبكة بوت” و “النظر إلى هذه الحسابات فإنها تنشر نفس المحتوى وفي نفس الطريقة”، ولكن البوت لا يغمر الشبكة مرة واحدة ولكنه يختار الهدف عندما يتم تحفيزه.

وقال إنها “ليست إعلانات كبيرة الحجم”، ونشرت معظمها هاشتاغ أصبح معروفا بالعربية والذي يدور حول “كلنا نثق بقيادة سمو الأمير محمد بن سلمان” والذي يتعرض لضغوط بعد مقتل الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي في إسطنبول.

وقال نيمو إن الهدف هو الدفع بالرسالة السعودية في الإنترنت وتعريضها لأكبر عدد ممكن الناس الذين لا يعرفون بالموضوع، مضيفا أن “هذه بالتأكيد بوتس ولكنها لا تستهدف أفرادا بعينهم”.

وقال “هذه لعبة أرقام تقوم بها بوتس وهي من أجل تقوية الرسالة”. وهناك المئات من الحسابات التي قدمت للتويتر ظهرت في مدى دقيقة عن بعضها البعض وفي الفترة ما بين 16 إلى 17 تشرين الثاني 2017.

وتم الكشف عن نفس الحسابات التي ظهرت تباعا وهي تنقل رسائل بالعربية والإنكليزية مؤيدة للحكومة. ويرى حساب تم ترجمته “لا تتبع الدول العدوة” وانتشر بين 100.000 حساب وفي 24 ساعة، وأثنت بعض الحسابات على الملك سلمان أو نشرت شائعات عن خطيبة خاشقجي ودورها في اختفائه.

ودفعت حسابات البوت باتجاه إرسال رسائل تشكك في الأخبار المتعلقة بمقتل خاشقجي في 2 تشرين الأول وذلك بناء على أوامر من الحكومة السعودية.

ولا يعرف من قام بتفعيل “الروبوتات” الاصطناعية أو “البوتنت” إلا أن معظمها مرتبط بالأحداث الأخيرة، كما تم الكشف عن عدد من الحسابات في قاعدة بيانات “تويتر” حيث ظهرت في نفس الوقت وأرسلت نفس الرسالة ولها نفس المعجبين.

واختفت آثار الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي يعتبر أحد أبرز المعارضين لسياسات المملكة في 2 تشرين الأول الجاري، عقب دخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.

وتضاربت الروايات بشأن مصير خاشقجي، حيث رجحت تركيا أن خاشقجي، الذي يقيم في الولايات المتحدة، قُتل داخل القنصلية وتم نقل جثمانه، في حين تنفي السعودية ذلك، وسط مطالبات دولية بإجراء التحقيقات لمعرفة مصيره.

وتعتبر المملكة من أكبر المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي، فدراسة لكراود أنالايزر التي تركز على وسائل التواصل الاجتماعي العربية وجدت أن هناك 11 مليون حساب “تويتر” في السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى