سوريا .. إرهابيو داعش قد يظهرون في مخيم الركبان بإشراف أمريكي

في الوقت الذي تعمل فيه السلطات في سوريا ، بدعم من روسيا، على ملف مخيم الركبان و بذل كل جهد ممكن من أجل تنظيم خروج اللاجئين منه إلى أماكن إقامتهم السابقة ،  تظهر الولايات المتحدة، مرة أخرى، النفاق في سياستها.
و بناء على مبادرة من دمشق وموسكو بفتح ممرين إنسانيين لكل من يرغب في مغادرة منطقة التنف ، ردت الولايات المتحدة بإسلوبها المعتاد عبر أعلان ممثلو وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأمريكية أن الأميركيين لا يتداخلون في الشؤون الداخلية للاجئين السوريين هناك ، في حين يسيطر على الوضع في المخيم مجموعات مسلحة دربتها وسلحتها الولايات المتحدة.
وفق التقرير الرسمي للسيد سجاد مالك ، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا ، بين فيه أن الحالة الإنسانية الكارثية الناجمة عن أساليب العنف والعبودية المزدهرة في المخيم من قبل المسلحين ، يجري تجاهلها بشكل متعمد من قبل الأميركيين.
في الوقت نفسه ، اتخذت الولايات المتحدة تدابير لإحباط خروج المدنيين من منطقة التنف ولهذا السبب ، “وفقاً للتقاليد الراسخة” ، يستخدم الأمريكي مسلحي داعش. في البداية ، سمحوا لهم بالتمركز في منطقة الباغوز الفوقاني على الضفة الشرقية لنهر الفرات. هذا المكان مناسب لأنه يقع بالقرب من الحدود مع العراق. وقامت قوات سوريا الديمقراطية في الأشهر الـ 10 الماضية ، بثلاث معارك على الأقل لتطهيرها من داعش ، ولكن في كل مرة يقوم الأمريكيين بإخراج أعداد من إرهابيي داعش بالرغم من عدم رضى قوات سوريا الديمقراطية عن ذلك.
قبل أسبوعين و في آخر هجوم للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على الباغوز الفوقاني ، على الفور تقريباً ، اتخذ الأميركيون وقفة العملية. وخلال هذه الفترة كانت هناك مفاوضات مع إرهابي داعش الذين تم تطويقهم في تلك المنطقة. وبعضهم اختفى تماماً في اتجاه غير معروف. كما أفاد ممثلو أجهزة الاستخبارات العراقية أن حوالي مائتي شخص أرسلوا كجزء من القوافل العسكرية الأمريكية عبر الأراضي الأردنية إلى “التنف”. ربما بهدف القيام بعمليات تخريب ضد وحدات الجيش العربي السوري و المتمركز فعليا ً على طول محيط منطقة 55 كم والتي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية. ويمكن أيضاً لاستخدامهم لبث الرعب في قلوب الشيوخ وأعضاء المجموعات المسلحة في الركبان الذين يميلون إلى الحوار مع سلطات الجمهورية العربية السورية.
وجرى إرسال معظم زوجات وأطفال الإرهابيين من منطقة الباغوز الفوقاني إلى مخيم “الهول” في محافظة الحسكة بإشراف أمريكي كامل. وعلى النقيض تماما ، فقد تم إرسال السكان المدنيين سيراً على الأقدام مسافة طولها 300 كيلومتر ، في حين عائلات الذين اتفقوا مع الأمريكيين تم نقلهم بالحافلات.
وبالرغم من ذلك، فإن عدد مسلحي تنظيم داعش لم ينخفض ، بل على العكس، فوفقاً للبيانات الرسمية لقيادة قوات سوريا الديمقراطية ، بداية هذا الأسبوع ، ازداد عدد مسلحي داعش من ثلاثمائة إلى ألف مسلح.
ويبقى أن نفترض أن الأمريكيون ثبتوهم في منطقة الباغوز بشكل مقصود في هذه المنطقة تحديدا ً بخلاف كامل منطقة مثلث هجين بهدف تهريبهم ، و وفقاً لبعض المصادر الموثوقة فقداستفاد المسلحون من الفجوة بالقرب من الحدود العراقية، و عبروا الفرات ، و قامت مجموعات صغيرة بمحاولة دخول الأراضي السورية ضمن المناطق الصحراوية في شرق حمص و الجزء الغربي من محافظة دير الزور .
ومع الأخذ بعين الاعتبار للخطط المشتركة بين السلطات السورية بدعم من روسيا و الأمم المتحدة لتنفيذ عملية إجلاء اللاجئين السوريين من مخيم الركبان إلى أماكن إقامتهم السابقة، فإن ظهور داعش في هذه الأماكن ” في الوقت الراهن ” يدعو إلى الإستغراب ! .
المقال يعبر عن رأي الكاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى