بالتفاصيل… هكذا ألحق الأسد الهزيمة الخامسة بواشنطن وحلفائها… وأوجع تل أبيب

بدأت الولايات المتحدة بتنفيذ معركتها ضد الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن تحداها وهزمها في العراق ولبنان، حيث دعمت سوريا المقاومة العراقية لوجستيا وسياسيا حتى أخرجت الجيش الأمريكي من العراق عام 2011.
سبوتنيك – أحمد خضور
وكذلك دعمت سوريا “حزب الله” الذي هزم إسرائيل في عام 2006 بشكل واضح بعد أن أمطرها بالصواريخ من مستوطنات الشمال إلى حيفا إلى البارجة ساعر.
سأعدد التحديات والمواجهات التي حصلت بين الولايات المتحدة والرئيس الأسد بشكل مفصل وواقعي.
كان الاحتكاك الأول والتحدي عندما اجتاحت القوات الأمريكية العراق في عام 2003، وبعد إعلان الرئيس جورج بوش أن “المهمة قد أُنجزت” في العراق، وصل وزير الخارجية كولن باول إلى دمشق في يوم الجمعة 2 أيار/ مايو 2003، معتقدا أنه سيفرض شروطه على الرئيس الأسد، إلا أن الأسد رفض الشروط المتمثلة بقطع العلاقات مع المقاومة اللبنانية “حزب الله” والفلسطينية “حماس” وإيران، وبدأت سوريا بدعم المقاومة العراقية التي لقنت الجيش الأمريكي درسا وأخرجته مهزوما من العراق عام 2011.
المرة الثانية التي هزم فيها الأسد واشنطن كانت عام 2006، عندما فتحت واشنطن جسرا عسكريا ودبلوماسيا لدعم إسرائيل في حربها ضد لبنان و”حزب الله” في “حرب تموز”، بينما فتحت سوريا جسرا من الدعم اللوجستي الصاروخي لمقاتلي “حزب الله” الذي تمكن من الانتصار في الحرب على إسرائيل وفرض شروطه في نهاية المعركة التي استمرت 33 يوما تساقطت فيها الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية وعلى حيفا وقتل مئات الجنود الإسرائيليين ودمر “حزب الله” عشرات دبابات “ميركافا” الإسرائيلية، وانتهت المعركة بانتصار واضح لا لبس فيه لصالح “حزب الله”.
سوريا كذلك احتضنت حركة “حماس” الفلسطينية على اعتبار أن هذه الحركة من ضمن حركات المقاومة، وبقيت قيادة “حماس” في سوريا حتى عام 2011 ولم يمسها أي سوء، وفي حرب 2008 التي شنتها إسرائيل على غزة، كانت قيادة “حماس” في سوريا، وأيضا فشلت إسرائيل في كسر “حماس”، التي أعلنت لاحقا في عام 2011 مواقفا ضد حكومة دمشق.
بعد عام 2006، بدأ محور واشنطن وشركاءها الإقليميين بالتحضير للحرب الكبرى على دمشق التي انطلقت عام 2011، حيث تم استغلال عدد من العوامل المحلية والإقليمية لتأجيج أحداث 2011 ضد الدولة السورية والجيش السوري تحديدا، وانضمت لواشنطن مجموعة كبيرة من الدول الإقليمية والغربية، وبدأ آلاف المقاتلين المتشددين يتوافدون من كل بلدان العالم لقتال الجيش السوري، بالإضافة لمجموعات محلية “مؤدلجة”، مع تحريك أكبر آلة إعلامية عالمية وعربية (تحريضية ونفسية وعسكرية) في التاريخ وفتحت جسور وخطوط الدعم للإرهابيين من الشمال والجنوب والشرق والغرب، إلا أن الأسد اعتمد على بشكل مطلق على المؤسسات وعلى توجه الشعب السوري الذي رفض بنسبة كبيرة منه الوقوف ضد الجيش السوري ودعمه حتى تمكن من الصمود بوجه موجة حملت حربا من أكبر حروب التاريخ.
الهزيمة الخامسة التي ألحقها الأسد بواشنطن هي إعلان ترامب سحب قواته من سوريا بعد قرار وإعلان الدولة السورية أن وجهة الجيش السوري بعد تحرير إدلب (التي تتواجد فيها نقاط عسكرية تركية) ستكون منطقة شرق الفرات التي تتواجد فيها قواعد أمريكية تدعم الميليشيات الكردية التي بدأ العد التنازلي لنهايتها خلال الأشهر القادمة.
نعم..ترامب سيسحب قواته لأنه يعرف أن الميليشيات الكردية لن تستطيع حماية قوات في اللحظة التي سيأتيها شبح الموت من قلب الصحراء السورية…
الجيش السوري يستعد الآن لتحرير إدلب وريف حلب الغربي وستكون معركة تطحن “جبهة النصرة” (المحظورة في روسيا) وحلفائها وكل الفصائل المتمردة على دمشق، وبعد ذلك (وقد يكون بالتوازي مع ذلك) سيتجه الجيش السوري إلى منطقة شرق الفرات.
أما الحرب المفتوحة الآن بين سوريا وإسرائيل إلى تاريخ هذه اللحظة، فقد كان تركيز المجموعات المعارضة المسلحة المدعومة من تل أبيب على منظومات الدفاع الجوي في الجنوب السوري بهدف تفكيكها وتعطيلها من أجل إضعاف الجيش السوري في أي مواجهة مع إسرائيل، وقد قتل مسلحو المعارضة من الجيش السوري أضعاف ما حققته إسرائيل في حروبها ضد سوريا، إلا أن النهاية كانت أن الجيش السوري استعاد الجنوب السوري وقضى على التظيمات المسلحة هناك بينما أسقط الدفاع الجوي السوري المقاتلة الإسرائيلية “إف 16” في العام الماضي، كما تم إمطار المواقع الإسرائيلية بعشرات الصواريخ في شهر أيار/ مايو من العام الماضي، والحرب ما زالت مفتوحة والجيش السوري يستمد القوة يوم بعد يوم وهاهم آلاف مؤلفة من الشباب يلتحقون يوميا بالجيش السوري في حين تم تسريح الآلاف خلال الشهرين الأخيرين.
المصدر: سبوتنك (المقال يعبر عن رأي كاتبه).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى