كيف أصبح الوضع الميداني في سوريا ؟!

لا يوجد في سوريا حالياً مناطق كثيرة تجري فيها عمليات عسكرية بين الجيش السوري و المسلحين ، ومن نواحي عديدة فإن الاتفاق الروسي التركي جمد مؤقتًا الصراع في المنطقة الأكثر سخونة من سوريا وهي محافظة إدلب.

وخلال سنوات الحرب في سوريا تم تجميع الإرهابيين من جميع المناطق في إدلب عمداً ، بهدف صيد عصفورين بحجر واحد ، حيت لم يتطلب تحرير جيوب الإرهابيين المتفرقة أعدادا ً كبيرة من عناصر الجيش السوري ، وفي الوقت نفسه سمح ذلك للقوات السورية بتحرير المزيد من المناطق المهمة و تجميع هؤلاء “الوحوش ” من مختلف المناطق في مكان واحد.

ثمار هذا العمل، تمثل بتحرير الجيش العربي السوري معظم البلاد من الإرهابيين ، في حين أن المسلحين في ادلب يستمرون بقتال بعضهم البعض.

كل يوم هناك تبادل لإطلاق النار بين تلك العصابات ، وكل أسبوع هناك عمل إرهابي يسقط فيه العشرات من الضحايا المدنيين.

بالإضافة إلى ذلك ، يتواجد في إدلب ، ما يطلق عليه “الخلايا النائمة” العائدة لإرهابيي تنظيم داعش ، و الذين ينخرطون بين المسلحين ،  ومهمتهم تقتصر بإرسال المسلح إلى الله ، كما تقول عقيدتهم والتي يوافق عليها الرفاق “المعتدلين” من العصابات الأخرى.

وفي السياق نفسه يلاحظ انتشار هذا الإنفلات والوضع المماثل في مناطق أخرى من البلاد والتي لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية ، بعكس المناطق الخاضعة لسيطرتها، فالأجهزة الأمنية لا تعطي “الخلايا النائمة” وغيرهم من ” الثوار الملتحين ” الفرصة لرفع رؤوسهم.

فعلى الضفة الشرقية لنهر الفرات ، حيث تسيطر القوات الكردية الذين يأكلون منذ فترة طويلة من يد العم سام و المحكومون من قبلهم ، تجري نفس العربدة كما هو الحال في إدلب.

وعلى سبيل المثال ، فقد جرى في تشرين الثاني من العام الحالي  أكثر من 70 هجومًا إرهابيًا في محافظتي الرقة و الحسكة ، أسفر عن مقتل 80 شخصًا وإصابة 116 آخرين معظمهم من المدنيين .

وبمقارنة ذلك مع شهر تشرين الأول ، نلاحظ ارتفاع عدد الهجمات الإرهابية إلى النصف تقريبا ( 49 هجومًا إرهابيًا عن الشهر السابق).

تنظيم داعش الإرهابي هو وراء غالبية الهجمات الإرهابية ، ولكن في الآونة الأخيرة انضمت مجموعة أخرى لهم –  وتعرف بإسم ” حركة القيام ” هؤلاء الأشخاص الذين لا يخجلون من موقفهم المؤيد لتركيا ، وأقسموا الولاء للسلطان التركي أردوغان ، ويقومون بأنشطة إرهابية ضد الأكراد.

حتى لو انتهت الحرب في سوريا ، فهذه الجماعات الإرهابية التي تعمل لصالح رُعاتها لن تستفيد من وجود سوريا كدولة مستقلة ، و سيبقون يشكلون خطراً على استقرارها، وهذا الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً لتنظيف هذه المجموعات المتشابكة ، و لكن نحن على ثقة أن الأجهزة الأمنية السورية ستنفذ ما يترتب عليها على أكمل وجه.

المصدر : مراسلون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى