مدير تموين دمشق: لا وجود لمادة السبيداج في الألبان والأجبان

نفى عدي شبلي مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق استخدام مادة السبيداج التي تدخل في صناعة الدهانات، في صناعة الألبان والأجبان، حيث نفى هذا الأمر جملةً وتفصيلاً، وقال بالحرف الواحد: إنه خلال عمله في مديرية التموين منذ أربعة أعوام حتى الآن، لم يلحظ وجود هذا النوع من الغش في الألبان والأجبان، ومخبر التموين والدوريات الرقابية شاهدة على ذلك، وعبر شبلي عن استيائه من نشر شائعات كهذه، لأن الأمر خطير ومن غير المعقول أن يحدث مع وجود رقابة دائمة على أسواق دمشق.
ورصدنا مخالفات علنية في سوق باب سريجة، وتم إبراز صور المخالفات لمدير التموين الذي قام بإجراء اتصال فوري لتحريك أربع دوريات بشكل مباشر لضبط المخالفات، وأخذ عينات من مخالفات أخرى، سعرها يفضحها، فمن غير المعقول أن يباع كيلو اللبنة بـ٣٥٠ ليرة سورية وتسعيرته التموينية ١٠٠٠ ليرة، وهذا دليل واضح على أن الغش موجود بالتركيبة، وعليه فقد استفسرت «تشرين» عن سر الحليب المجفف خالي الدسم، الذي بات مادةً رئيسة لصناعة الألبان والأجبان بأسعار لا تتجاوز نصف سعر الألبان والأجبان المصنوعة من الحليب البقري كامل الدسم أو متوسط أو حتى خالي الدسم منه، وفق لائحة أسعار خاصة بمديرية التموين في الشهر الأول من العام الحالي، وتبين أن سعر كيلو الحليب المجفف خالي الدسم حوالي الـ ١٠٠٠ ليرة سورية، وكله مستورد، وعليه وفق محمد البردان رئيس دائرة التسعير في مديرية التموين، فإن واحد كيلو حليب مجفف يحل بـ ١٠ كيلو غرامات من الماء، وهذه الكمية تصنع ثلاثة كيلو غرامات من اللبنة، وحسب الحسبة الاقتصادية فإن التكلفة للكيلو الواحد من اللبنة لا يتجاوز ٣٥٠ ليرة سورية، في حال لم تضف أي مادة أخرى كالنشاء مثلاً، ولكن مادة النشاء تضاف ليصبح منظر اللبنة أجمل وتماسكها أفضل، وتالياً فالتكلفة ستقل أكثر وأكثر من زيادة مادة النشاء، وهذه مخالفة واضحة لصناعة الألبان والأجبان.
وبطرح هذا الأمر أمام مدير تموين دمشق، قام بالاتصال مع يحيى الخالد مدير المخبر الخاص بالمديرية، وأوضح أن وجود مادة النشاء بالألبان والأجبان مثله مثل الحليب المجفف، وكلاهما غير مضر بالصحة، ولكنه مخالف بالمواصفات بطبيعة الحال، وعلى هذا أكد الشبلي أن هناك قانوناً ناظم للمخالفات وعليه يتم تحديد نوع عقوبة المخالف، وسألنا الشبلي عن موضوع بسطات الألبان والأجبان التي تفترش طرقات سوق باب سريجة وأرصفة البرامكة وشارع الثورة، وقال: إن هذه البسطات مخالفة ويتم التعامل معها وفقاً للقانون، ولكنه شدد على دور المواطن في معالجة هذه الحالة، بأن لا يشتري من هذه البسطات، لأنها حتى لو كانت مطابقة للمواصفات بتركيبتها، فإنها مخالفة بسبب تعرضها لأشعة الشمس، ومادة الألبان والأجبان يجب أن تعرض داخل برادات وواجهات المحلات المبردة.
٢٤ ضبطاً فقط لا غير!
خلال مرورنا لعشر دقائق في سوق باب سريجة شاهدنا ما يقارب الـ ٥٠ مخالفة، وكلها موثقة بالصور، مدير التجارة الداخلية في دمشق أكد أنها مخالفات بالفعل حسب الصور وأرسل دوريات لضبطها، وهذا الأمر أفرحنا بكل تأكيد، ولكننا فؤجئنا بعدد المخالفات منذ بداية عام ٢٠١٨م حتى يوم أمس، فمن غير المعقول أن يكون العدد ٢٤ مخالفة خاصة بمادة الألبان والأجبان فقط لا غير، والموضوع بطبيعة الحال يمكن أن يضبط فيه كل يوم ٢٠ مخالفة وأكثر، فمثلاً يعرض محل لبنة وجبنة بأسعار أقل من نصف التكلفة، وبالخط العريض الملون يكتب: جبنة بلدي بقر بسعر ٧٠٠ ليرة سورية، وآخر يكتب لبنة مثالية بسعر ٣٥٠ ليرة، أي إن سعر اللبنة يتراوح بين محل وآخر بين الـ ٣٥٠ ليرة إلى الـ ١٢٠٠ ليرة سورية، ولدى سؤالنا أصحاب المحلات فمنهم من قال بأنه يبيع منتجات الحليب البقري وفق المواصفات وأسعاره وفق تسعيرة التموين، وآخر سعره أقل من سابقه فيقول: منتجاتي مصنوعة من الحليب البقري المخلوط بالمجفف، والجواب اللافت للنظر قول بائع آخر صاحب أرخص الأسعار: على ذمة الموزع, فإن المواد مصنوعة من الحليب البقري، وهو مجرد بائع في محل، وهذا المحل مرخص بشكل نظامي.
تشرين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى