قرار ضبط الأمن في السويداء أُتخذ.. ولا رجعة فيه

بعد سنوات من الفوضى، والانفلات الأمني الذي حول “السويداء” إلى محافظة موصومة بأرض السلب والخطف وفوضى السلاح، عاش الأهالي يومين من الأمل الذي زاده مساهمتهم في فرض قرار وزارة الداخلية مسك الطرقات والساحات ومداخل المحافظة بالقوة، لمنع العصابات من ممارسة جورها وكبح إجرامها بسياسة الأمر الواقع.
وكانت زيارة نائب وزير الداخلية القادم بخطة متكاملة تقضي بنشر دوريات الشرطة مدعومة من القوى الأمنية واللجان الشعبية على كافة مداخل الطرق والساحات بدءاً من “حزم” شمالاً، وصولاً إلى نهاية الطرق المؤدية إلى المدينة جنوباً.
غير أن العصابات المسلحة المدعومة سلفاً بانكفاء المجتمع عن إجرامهم والتساهل المتعمد من الأجهزة الأمنية (حقناً للدماء) قامت منذ صباح الإثنين بنشر الفوضى والتعرض للدوريات بالسلاح الحي، والاعتداء على الممتلكات العامة، ومحاولة إلغاء القرار بالقوة، مع ترويج إشاعات عن مهمة الدوريات في إلقاء القبض عن المتخلفين عن الخدمة العسكرية.
ومع تأكيد المكتب الصحفي في المحافظة، نقلاً عن مصدر المسؤول، أن قرار ضبط الأمن اتخذ، ولا رجعة فيه، مشيراً إلى أن دوريات الشرطة تعمل على مدار الساعة بهدف حفظ الأمن والتصدي للظواهر السلبية الغريبة عن المجتمع.
وأوضح مصدر مسؤول في قيادة الشرطة لصاحبة الجلالة اليوم الثلاثاء أن العمل لا يستهدف أي شريحة في المجتمع، وأن وقوف الأهالي والمجتمع المحلي بغالبية مكوناته مع القرار قد ثبته بشكل كامل، وهو ما كان مفقوداً في السابق بسبب الخوف من تبعيات أي عملية مشتركة قد تتطور لما لا يحمد عقباه.
وأوضح أحد أعضاء فريق “بصدورنا نحمي مؤسساتنا” لصاحبة الجلالة أن الفريق انتشر مع غالبية دوريات الشرطة للمؤازرة وتثبيت القرار الذي انتظره الجبليين طويلاً مهما كانت النتائج والظروف، وقال: «أننا باقون هنا ليل نهار حتى يعود الأمن المفقود للجبل كما كان في السابق، ولن يثنينا شيء عن ذلك». وقد بدأت المهمة عندما قامت مجموعة كبيرة بحماية مبنى قيادة الشرطة رمزياً كرسالة واضحة لكل من تسول نفسه الاقتراب ومنع الشرطة من تنفيذ مهماتها.
بالمقابل صدرت بيانات عديدة من فصائل محلية في “السويداء” أعلنت تأييدها لقرار ضبط الأمن، نيتها المشاركة مع الجهات الأمنية في ذلك.
من جهة أخرى كانت الابتسامة وحسن المعاملة مع كافة المواطنين سمة أفراد الدوريات التي أحاطها مجموعة من المشايخ والمدنيين، حيث أوضح أحد أفراد دورية شرطة على طريق “كناكر” بالقول: «أن غالبية أفراد الدوريات هم من المحافظة، والآخرين هم أهلنا وأخوتنا من المحافظات الأخرى، ومهمتنا ضبط الأمن ومنع السرقات والسلب وتوقيف الخارجين عن القانون فقط، على أمل أن يعود الأمن والأمان إلى جبل العرب وإلى ناسه الطيبين».
صاحبة الجلالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى