ماذا عن المواطن ؟ الأطباء يرفعون التعرفة والأدوية دون مفعول والمشافي واسطات وتجاوزات
أصبح كل شيء يحسبوه على الدولار رغم انخفاضه، الأدوية تم رفعها عدة مرات بنسب كبيرة جدا، بحجة ارتفاع سعر الصرف، والطبيب يرفع تعرفته مزاجيا بحجة ارتفاع التكلفة والدولار…ومؤخرا تخرج علينا إحدى المشافي الحكومية وتقول بأنها سترفع أجورها على المرضى بنسبة 150% بحجة الدولار، وأن المريض الذي يدفع 500 ليرة أجرة (طريق) ليس من الصعب عليه أن يدفع 500 ليرة أجوراً للمعاينة، ولن تكون مشكلة أمام قلة دخل المواطنين في الوقت الحالي…!
الغريب في الأمر أن الكل يحمّل المواطن عبء الزيادة دون أن يلتفت أحد إلى أن هذه الزيادة ولو بليرة واحدة قد تقصم ظهره، فجيوب أغلب المواطنين خاوية، والمواطن عندما يذهب إلى مشفى حكومي فهذا دليل على أنه لا يملك المال، فلو أنه يملك المال لما ذهب إلى مشفى الحكومي، الذي ينتظر أشهر قد يأتي دوره، وربما ينام في الحدائق حتى يأتيه الفرج، أي أنه لا يدفع 500 ليرة أجرة طريق، فربما قد أتى مشياً على الاقدام أو في السرفيس، أو بباصات النقل الداخلي.
نقيب أطباء دمشق يقول بان اجرة الأطباء هي 750 ليرة فقط!…ومشفى الأسد الجامعي تقول بأنها 500 ليرة… فعلا، شيء غريب، أين نحن وأين هم وأين المواطن من هذا الكلام؟!…
هل تدرك نقابة أطباء دمشق بأن أجرة معاينة الأطباء بلغت 10 آلاف ليرة في دمشق، وأن أقل معاينة هي 2000 ليرة بالنسبة لبعض الأطباء في الأرياف… وهل يدرك وزير التعليم العالي، بأن هناك فوضى عارمة جداً في المشافي التي تتبع لها وزارته، من حيث الأدوار والواسطات والتجاوزات، وأن هناك الكثير من المواطنين ينامون في الحدائق منتظرين دورهم!..
وهل تدرك وزارة الصحة، أن المواطن أصبح عرضة للمتاجرة العلنية من الكثير من الصيادلة الذين يبيعون الدواء وفق مزاجية واضحة لدرجة أن سعر دواء اختلف من صيدلية لأخرى بأكثر من 100 ليرة؟.. هل يدرك وزير الصحة، أن المواطن بات لا يذهب إلى الطبيب لارتفاع معاينته، وبنفس الوقت بات لا يشتري الدواء إلا في حال الضرورة القصوى، وإن اشتراه فهو يطلب الدواء الأجنبي، بعد أن أصبحت الأدوية المحلية مجرد شكل دون مضمون ولا تسمن أو تغني من جوع…رغم ارتفاع أسعارها.
هل يدرك وزير الصحة، أن المواطن يتعرض للغبن عند الطبيب وعند الصيدلي وفي المشافي، … ماذا يفعل المريض بنفسه؟ الدواء قليل الفعالية، والكثير من الأطباء فقدوا الرحمة من قلوبهم، والمشافي الحكومية تحتاج إلى دور وواسطات للدخول إليها، والمشافي الخاصة مخصصة للأغنياء والمقتدرين مادياً… فماذا يفعل المواطن الفقير إن مرض؟.
مؤخرا خرج علينا خبر بأن مشافي خاصة تستخدم قسطرات قليبة مهربة وذات نوعية رديئة.. وأنها تقوم بالمصالحة عليها في الجمارك، والغريب في الأمر أنه لم يتم ذكر أسماء هذه المشافي الخاصة في دمشق، والأكثر غرابة، أنه تم الاكتفاء بالمصالحة على هذه المخالفة دون إغلاق المشافي أو إحالة أصحابها إلى القضاء كونها تتلاعب بحياة المواطنين وقلوبهم…
نبحث لنجد نقطة إيجابية في قطاعنا الصحي ولكن للأسف لم نجد ما يسر الخاطر أو ما يكون على قدر المسؤولية… قطاعنا الصحي أصبح غير صحي للمواطن الفقير…تجاوزات في المشافي العامة والخاصة دون حسيب، وأدوية فاقدة النوعية والجودة… وأطباء لا يرحمون.. ووزارتي الصحة والتعليم العالي نائمون… فمتى سيتم تغطية المواطن الفقير صحياً وتأمينه هو وأسرته؟
سينسيريا