ماهو سلاح أمريكا الجديد لتشويه صورة الحزب أمام العالم .. !؟

أمريكا تستخدم سلاحا جديدا لتشويه صورة حزب الله أمام العالم ..
يوماً بعد آخر يتضح لمتابعي الوضع في الشرق الأوسط أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وعددٌ من الدول التي تدور في فلكها لا يُفوّتون فرصةً لتشويه صورة حزب الله، وإلصاق أبشع الصفات به، فمن رعاية الإرهاب، إلى أنّه حزب إرهابي، وآخر ما تفتّق عنه ذهن ساسة البيت الأبيض أنّ الحزب يقوم بتجارة المخدرات وترويجها في أوروبا وأمريكا!.
الحرب القذرة
حروب أمريكا “القذرة” لا تتخذ الطابع العسكري وحسب؛ بل تتجاوزها إلى كافة أنواع التشويه المعنوي والمادي للخصم، ولا تعدُ الاتهامات الأخيرة للحزب كونها نوعاً من أنواع ذلك التشويه، حيث دفعت الولايات المتحدة وبحسب تعبير “جفري فيلتمان” سفير الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان خلال الفترة ما بين 2004 و2008، بالإضافة لشغله منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، حيث أكد أنّ بلاده صرفت ملايين الدولارات لتشويه صورة الحزب.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وخلال كلمته البارحة (19/1/2018)، أكد أنّ: “موضوع المخدرات يأتي في سياق الحرب علينا وجيفري فيلتمان اعترف سابقاً أن السفارة الأمريكية انفقت 500 مليون دولار لتشويه صورة حزب الله، لقد حاول والأمريكيون إقناع العالم أن حزب الله منظمة إرهابية فتوفقوا في بعض الأمكنة وفشلوا في أخرى، وحزب الله أثبت أنه من أهم القوى التي تقاتل الإرهاب والجماعات الإرهابية في المنطقة، ولذلك يتجهون إلى عنوان آخر وهو تقديم حزب الله كمنظمة إجرامية”.
ويؤكد مراقبون أنّ الهدف الأمريكي من ربط اسم الحزب بعمليات الاتجار بالمخدرات وقبلها بالإرهاب ما هو إلا لخدمة المصالح الإسرائيلية أولاً ومن ثمّ المصالح الأمريكية في المنطقة، حيث كتب الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك في مقالةٍ له بصحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، اعتبر فيها أنّ رئيس أمريكا “المجنون” قد يسبب مشاكل حقيقية في لبنان في إشارة إلى الضغط الأمريكي على قوات اليونيفيل لمواجهة حزب الله حمايةً للمصالح الإسرائيلية.
محرّمة شرعاً
السياسة الأمريكية والتي تعتبر أبعد ما يمكن عن الأخلاق؛ غاب عن ذهن مشرعيها الذين يطالبون بالتحقيق بعلاقة حزب الله بالإتجار بالمخدارت أنّ الحزب وقبل أن يكون حزبٌ سياسي؛ هو في الأصل حزبٌ ديني، تحكمه الضوابط الشرعيّة التي تجبره على الإبتعاد عن هكذا أنواع من التجارة المحرّمة.
هذا التحريم الشرعي الذي يفرضه الدين الإسلامي أكده الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله خلال خطبته الأخيرة، حيث يؤكد نصر الله: “حزب الله له موقف شرعي وديني واضح جداً بأن الاتجار بالمخدرات ممنوع وحرام وهو من الكبائر أيضاً”، مضيفاً: “نحن نحرم الاتجار بالمخدرات حتى في مجتمعات العدو، أي المجتمع الاسرائيلي، لأن أصل الاتجار ونشر المخدرات حرام”.
الاتهامات الأمريكية التي وصلت مداها خلال الأيام الأخيرة لن تكون الأخيرة، ولن يترتب عليها أيّةُ نتائج، حيث أنّ أمريكا وفي سبيل تشويه صورة حزب الله من الممكن أن تتخذ كافة السبل، وهو الأمر الذي أدركه الحزب، ليطالب الحزب نفسه بلجنة تحقيق في تلك الاتهامات، ليس فقط بهدف تبرئة ساحته من تلك الاتهامات الباطلة، بل لإحراج أمريكا دولياً بعد أن يُكتشف زيف ادعائها، وهنا يؤكد نصر الله : “وخلال الأسابيع الماضية، كانت هناك اتهامات أمريكية ليست جديدة ولن يترتب عليها أثر جديد هي أن الأمريكيين شكلوا لجنة تحقيق ستأتي إلى لبنان كي تلتقي مع مسؤولين وجهات وتقيم تحقيقا حول علاقة حزب الله بتجارة المخدرات وقد أعلن أن ترامب يريد التحقيق في هذا الأمر”.
جوائز ماليّة
ولتمعن أكثر بتشويه صورة حزب الله.. رصدت الاستخبارات الأمريكية جوائز ماليّة وصلت إلى 12 مليون دولار أمريكي، لمن يدلي بمعلومات تساعد في إلقاء القبض على اثنين من قادة حزب الله صورتهما على أنّهما فارين من “العدالة”.
وهنا يؤكد مراقبون أنّ تلك “الجوائز” تهدف لربط حزب الله بالإرهاب على الصعيد العالمي، كما شبه مراقبون وضع جوائز ماليّة للقبض على الرجلين بالجوائز التي وضعتها أمريكا للقبض على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، حيث تحاول أمريكا ربط اسم حزب الله -الذي سطع نجمه في مواجهة داعش – بالإرهاب، وإقناع الجانب الأوروبي الذي رفض سابقاً الزجّ باليونيفيل ضد الحزب، بضرورة مواجهته.
تجدر الإشارة إلى أنّ الاتهامات الأمريكية الجديدة فندها السيد حسن نصر الله مؤكداً على أنّ اتهامات فرنسية مشابهة ظهرت في العام 2016، ما لبثت أن اختفت من تلقاء نفسها، حيث يقول نصر الله: “هذا الموضوع طرح أيضاً في فرنسا، وبكل الأحوال أريد التذكير بشكل قاطع أن هذه افتراءات واتهامات ظالمة ولا تستند إلى أي وقائع وليس لها أي حقيقة”، ويرى مراقبون أنّه وبعد انتهاء هذه الموجة من الاتهامات ستعمد واشنطن إلى تلفيق اتهامات جديدة بحق الحزب، في محاولةٍ منها لتشويه سمعته على الصعيد العربي والإسلامي والدولي، خصوصاً أنّها باتت تعرف جيداً أنّها غير قادرة على مواجهته عسكريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى