أكبر مشروع في القلمون لضخ مياه الشرب عبر الطاقة الشمسية بدير عطية

أكبر مشروع في القلمون لضخ مياه الشرب عبر الطاقة الشمسية بدير عطية
في جبل وادي الشعب على بعد 10 كم شرق مدينة دير عطية في ريف دمشق، بدئ العمل مؤخراً باستخدام الطاقة الشمسية بهدف الحصول على مياه الشرب، عبر مشروع أهلي بامتياز، وهو أكبر وأضخم مشروع في منطقة القلمون يقام على أرض دير عطية خلال سنوات الحرب التي تشهدها البلاد، من خلال استغلال طاقة الشمس كمصدر متجدد لإنتاج المياه النظيفة، حيث ينتج المشروع مياه شرب باستطاعة 125 ك واط.
معاون وزير الموارد المائية للشؤون الفنية المهندس أسامة الأخرس الذي واكب وضع المشروع بالخدمة قال: تأتي أهمية المشروع بعد أن أصبحت وزارة الموارد المائية تتجه الآن للبحث عن مصادر جديدة للطاقة، خاصة مصادر الطاقة المتجددة، وما تتمتع به دير عطية من سطوع شمسي على مدار العام منحها ميزة نسبية لتكون أرضاً للمشروع الذي صُمِّم بأناقة وباستطاعة 125 ك واط ، حيث يأتي المشروع الذي يعد أكبر المشاريع في سورية من حيث الاستطاعة كأحد مصادر تنوع الطاقة وتعظيم الاستفادة من الطاقة المتجددة الذي من المنتظر أنه سيسهم في تخفيف الحمل عن الشبكة الكهربائية، ويأمل الاخرس، أن يجري تعميم هذه التجربة لما لها من نتائج إيجابية على جميع الصعد وخاصة الاقتصادية ، مؤكداً أن الوزارة سوف تستفيد من هذه التجربة التشاركية بين مؤسسة المياه والمجتمع المحلي الناجحة بكل المقاييس. المهندسة أسماء عبود رئيسة وحدة مياه الشرب في دير عطية أشارت إلى أن هذا المشروع ولد بعد الحاجة الماسة لمياه الشرب وفي قمة الاستهلاك المائي خلال فصل الصيف وتوتر وضع الكهرباء وقلة الديزل، كما أنه جاء ترجمة لتوجهات الحكومة لاستثمار الطاقة البديلة في المشاريع الإنتاجية، مشيرة إلى أن المشروع الذي بلغت تكلفته ما يقارب الــ 105 ملايين ليرة قدمها المغتربون من رجال الأعمال بالإضافة إلى أبناء دير عطية أصحاب الأيادي البيضاء المساهمين والمتبرعين الذين باتت لديهم قناعة كاملة بأن الوطن لا يبنيه ولا يحميه إلا أبناؤه الشرفاء والمخلصون. ولفتت عبود إلى أن المشروع نفذ في جبل وادي الشعب الذي يحوي أهم الأحواض المائية في المنطقة وعلى عمق يتجاوز الــ 400 م وهو يغذي القسم الأكبر من مدينة دير عطية وقد استغرق تجهيز المشروع ما يقارب من ثلاثة أشهر وسجل إنجازاً في توفير الكهرباء على الشبكة العامة وتوفير الأموال على المؤسسة العامة لمياه الشرب، إذ يوفر لبئر واحدة، باستطاعة 100 حصان مبلغاً وقدره مليون ليرة شهرياً وتزيد طرداً في الصيف.
ممثل المغتربين محمد عبد الباقي أشار إلى أن المشروع بدئ بالتبرع إليه عبر اليافعين علاء الخطيب ونور الشاغوري من مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة اللذين منحا المتبرعين درساً في الحب والعطاء لهذه المدينة، مؤكداً أن العمل الخيري والتطوعي يحتل مكانة بارزة في دير عطية، إذ يقدم العديد من أنواع الرعاية والدعم والتبرع في ظل اتخاذ الجمعيات الخيرية أشكالاً مؤسسية بدعم أصحاب الأيادي البيضاء و رجال الأعمال في المغترب الذين قطعوا العهد للوطن على أن يكونوا بناة و أوفياء يلبون النداء عندما يدعو الداعي .
المهندس بهاء شهاب الدين ممثل شركة خاصة للطاقة المتجددة المنفذ للمشروع قال إنه سيوفر 27 مليون ليرة سنوياً وبالتالي سيتم استرداد نفقات تأسيس المشروع خلال سنتين وبعد ذلك سيعمل مجاناً ، مشيراً إلى أن المنظومة لا تحتاج إلى نفقات صيانة لعدم وجود بطاريات تخزين الكهرباء ، والبديل عن ذلك فقد تم إنشاء خزان مائي بسعة 500 متر مكعب، لافتاً إلى أن المضخة تعمل نهاراً على الطاقة الشمسية وليس على الشبكة الكهربائية أو المولدة والتحويل بينهما يتم آلياً، وأن زمن السطوع الشمسي ومدة الضخ تتناسب طرداً مع ذروة الاستهلاك، ففي الصيف يكون استهلاك المياه كبيراً، وأيضاً السطوع الشمسي والعكس بالعكس، والمنظومة مزودة بنظام التحكم والمراقبة عن بعد تتغير زاوية الألواح مرتين سنوياً للحصول على الطاقة القصوى بشكل يدوي. وأكد شهاب الدين أن المشروع وضع حداً لمعاناة المواطنين في الحصول على مياه الشرب، مشيراً إلى أن مشاريع ضخ المياه بالطاقة الشمسية تساعد في التقليل من استخدام وقود الديزل بنسبة كبيرة، فضلاً عن كونها صديقة للبيئة.
المصدر : تشرين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى