ﺣﺎﻭﻝ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺯﻣﻴﻼﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﺵ ﻓﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﻴﺮﻩ!

ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻄﻼﺏ، ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻋﻠﻤﻲ ﻗﺼﻲ ﻋﻤﺎﺩ ﺑﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﻔﺪﻱ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻠﺨﺪ ﺟﻨﻮﺏ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﺍﻟﻘﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻭﺣﺪﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺮﺍﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ .

ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺗﺼﺪﻯ ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺷﺎﺑﻴﻦ ﻳﺮﻛﺒﺎﻥ ﺩﺭﺍﺟﺔ ﻧﺎﺭﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺀﺍ ﻳﺘﺤﺮﺷﺎﻥ ﺑﺰﻣﻴﻼﺗﻪ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﺕ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﻳﺪﻋﻰ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺴﺤﺐ ﺳﻜﻴﻦ ﺣﺎﺩ ﻭﺭﺍﺡ ﻳﻐﺮﺳﻬﺎ ﺑﺠﺴﺪ ﻗﺼﻲ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﺣﻴﺚ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺳﻂ ﺻﺪﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻋﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﺯﻣﻴﻠﻬﻢ ﻳﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺩﻣﻪ ﻭﻳﺨﺮّ ﺻﺮﻳﻌﺎً ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﺬﻩ ﺷﻬﺎﻣﺘﻪ .

ﻭﻭﺳﻂ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺮﺏ ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻳﺴﻮﺩ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻠﺨﺪ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺿﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﻐﺪﻭﺭ .

ﻭﻋﺰﻯ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﻮﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻷﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺩﻉ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻛﻜﻞ، ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ، ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎﻛﻴﻦ ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ .

ﻭﻗﺪ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪﺍﺀ ﻃﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻞ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭﺱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺤﺮﺵ ﺑﺎﻟﻔﺘﻴﺎﺕ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺂﺕ ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺤﻮﺯﺗﻬﻢ، ﻭﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﻷﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺇﻫﺎﻧﺘﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ .

ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻬﻢ ﻭﺗﺴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ، ﺣﻴﺚ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺇﻟﻰ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺎﺕ ﺑﺎﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﻭﺣﺮﻕ ﺳﻴﺎﺭﺗﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﺪﺧﻠﺖ .

ﻭﺍﻓﺎﺩ ﻣﺼﺪﺭ ﻣﻮﺛﻮﻕ ﻭﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺳﺎﺭﻋﻮﺍ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﺑﻨﻬﻢ ﻟﻠﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ، ﻟﻴﺘﻢ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﻓﺖ ﻳﺪﺍﻩ، ﻭﻣﻨﻌﺎً ﻷﻱ ﺭﺩﺍﺕ ﻓﻌﻞ ﺗﺨﺮﻕ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻗﺪ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺑﺈﻧﺰﺍﻝ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ، ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺍﺩﻋﺎً ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﺸﻴﻦ، ﻭﻣﻨﻌﺎً ﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺑﻂﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺗﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺸﻚ ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﻗﺘﻞ ﻣﺘﻌﻤﺪﺓ ﻃﺎﻟﺖ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ﺑﻮﺿﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﻌﻴﻔﺔ. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى