ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺟﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ
كتب أ يوسف جاد الحق
ﺷﺎﺀﺕ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻓﺎﺕ، ﺃﻥ ﺗﺘﺰﺍﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺈﻋﺼﺎﺭ « ﺇﻳﺮﻣﺎ » ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺘﺴﺢ ﻭﻻﻳﺔ ﻓﻠﻮﺭﻳﺪﺍ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻊ ﺇﻋﺼﺎﺭ ﺍﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﺗﻬﺪﻳﺪﺍً ﻭﻭﻋﻴﺪﺍً ﺑﺬﺭﻳﻌﺔ ﺇﻃﻼﻗﻬﺎ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻫﻴﺪﺭﻭﺟﻴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .
ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻓﻲ ﻋﻘﺮ ﺩﺍﺭﻫﺎ، ﺑﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ، ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻬﺪﺩ ﺃﺣﺪﺍً ﺑﺤﺮﺏ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﺫﺭﻳﺔ، ﺇﺫ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻋﻠﻨﺖ، ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ، ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻊ ﻳﻮﻣﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﺢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺮﺩﻉ، ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﺗﻠﻮﺡ ﺑﻮﺍﺩﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ .
ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ، ﻋﺪﺩﺍً ﻭﻧﻮﻋﺎً، ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺸﺮ ﻭﺣﻴﻮﺍﻥ ﻭﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﻭﻋﻤﺮﺍﻥ ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ، ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻣﺮﺍﺕ، ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻋُﻠﻢ ﻭﻋُﺮﻑ ﻋﻦ ﺗﺮﺳﺎﻧﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ، ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺤﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺎﻃﺒﺔ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ، ﻛﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﻳﺔ، ﺃﻭ ﺣﺼﻮﻝ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻟﻸﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻤﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺑﻜﻤﻴﺎﺕ ﺗﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮﺍً ﺳﺎﺣﻘﺎً ﻣﺎﺣﻘﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻛﻠﻪ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻘﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ! ؟
ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻴﺪﺍً، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ، ﻭﺑﺼﻔﺎﻗﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﺗﺘﺨﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ، ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺃﻯ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻛﻠﻪ، ﻓﺈﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﺒﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﺤﻈﻮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﻄﺎﻟﻬﺎ ﻣﻨﻊ ﻭﻻ ﺣﻈﺮ ﻭﻻ ﻣﺴﺎﺀﻟﺔ !
ﻟﻢ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺑﺤﻴﺎﺯﺗﻬﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮ، ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ « ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ » ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﻣﺒﺘﻜﺮﺍﺕ ﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﻛﻮﻧﺪﺍﻟﻴﺰﺍ ﺭﺍﻳﺲ « ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ » ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﺩﺧﺎﻱ ﻓﻌﻨﻮﻧﻮ ﺃﻋﻠﻦ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1986 ﻋﻦ ﺍﻣﺘﻼﻛﻬﺎ ﻟﻤﺎﺋﺘﻲ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﺫﺭﻳﺔ، ﻓﻜﻢ ﺑﺎﺕ ﻋﺪﺩ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺑﻌﺪ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ؟ ﻭﻓﻌﻨﻮﻧﻮ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻣﻐﺮﺑﻲ ﺍﻷﺻﻞ، ﻣﺨﺘﺺ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻋﻞ ﺩﻳﻤﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺐ ﺟﻨﻮﺑﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ، ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻴﻪ، ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻤﺎ ﺃﻓﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻨﻪ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً، ﺗﻌﺮﺽ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻄﻒ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﺇﺑﺎﻥ ﻫﺮﻭﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺇﻳﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ .
ﺑﺎﻟﺘﺪﺍﻋﻲ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ : ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟ ﺃﻻ ﻳﺆﺭﻗﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺮ؟ ﺃﻡ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ « ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ » ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﻭﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺫﻟﻚ ﻇﺮﻭﻓﻬﺎ ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﺃﻃﻤﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻴﺔ؟
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﺼﺮ، ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﻋﺎﻡ 1995 ﺃﻣﺎﻡ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ، ﻭﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺷﺘﺮﻃﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺇﺧﻼﺀ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻫﺰ ﺭﺑﻊ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ، ﻣﻀﺖ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻀﺎﻋﻔﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ، ﻭﻓﻖ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻏﺮﺑﻴﺔ .
ﺗﺮﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﻜﻮﺗﻬﻢ ﺇﺯﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺇﺫﺍً، ﻭﻛﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﻲ ﻳﻈﻞ ﻭﺿﻌﻬﻢ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻣﻜﺸﻮﻓﺎً ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺨﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ؟ ﺳﻼﺡ ﻛﻬﺬﺍ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺭﺍﺩﻉ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﻫﻨﺎً ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻼً .
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻫﻲ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺪَّﻋﻮﻥ، ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻊ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻨﺴﺤﺐ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺷﺮﻃﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻌﻮﺍ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ، ﻟﻜﻲ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﺡ ﺫﺭﻱ ﻟﺮﺩﻉ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺮﺍﺩ ﺑﻬﻢ « ﺫﺭﻳﺎً » ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻭﺑﻴﻮﻧﻎ ﻳﺎﻧﻎ ﻣﻦ ﺍﺷﺘﺒﺎﻙ ﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎﻝ، ﻓﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻗﻮﻯ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭﻏﻄﺮﺳﺘﻬﺎ، ﻭﺍﺳﺘﺼﻐﺎﺭﻫﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ، ﻛﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻊ ﻛﻮﺭﻳﺎ، ﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻻ ﺗﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻙ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺳﻼﺣﻬﺎ ﺍﻟﺬﺭﻱ، ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻤﺎ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﻭﺿﺢ، ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﺑﻜﻞ ﺟﺒﺮﻭﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺬﺭﻱ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺍﺣﺘﻜﺎﻙ ﺃﻭ ﺍﺷﺘﺒﺎﻙ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ، ﻓﻬﻞ ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺤﻮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ؟ ﻧﺄﻣﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﻘﺎً، ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﻠﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﺃﻣﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ.
المصدر: الوطن